دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، ووزير التعليم العالي وتكوين الأطر، إلى إدراج تاريخ الهجرة ضمن المقررات التعليمية، كما طلب من المتاحف والمكتبة الوطنية الاهتمام بالموضوع ذاته. دعوة بوصوف جاءت خلال افتتاح معرض "المغاربة: مهاجرون ورحالة"، والذي ينظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج والمكتبة الوطنية، واحتضنه فضاء الأخيرة، وعرف حضور مسؤولين حكوميين وسياسيين، ودبلوماسيين أجانب، وضيوف من المغرب وخارجه، وهو المعرض الذي سيمتد على مدى شهر كامل. وتعبيرا عن الوضع الذي تعرفه الهجرة في علاقتها مع مؤسسات الدولة، لجأ الأمين العام لCCME إلى السخرية السوداء حين قال: "ننظم هذا المعرض عند باب المكتبة الوطنية، وهذا يعكس صورة الهجرة التي تقف عند الأبواب والحدود منتظرة أن تنال حقها". كلمة عبد الله بوصوف أكد من خلالها أن المعرض نظم بالأساس للتأكيد على أن المغاربة على مرّ التاريخ لم يكونوا شعب حرب أو تطرف، وأنهم عاشوا وتعايشوا مع أعراق وديانات وأجناس مختلفة، في تفاهم وانسجام. وشدد المتحدث على أن تاريخ الهجرة المغربية بيّن أن المغربي كان في صلته مع الآخر ناجحا على الدوام في بناء جسور التواصل والثقة وإرساء قواعد العيش المشترك، وعلاقته مع الآخر تتميز بالإيجابية، مضيفا: "وهذا المعرض نريد من خلاله أن نعبر عن أن الإنسان المغربي مميز وفريد". وختم بوصوف الحديث بالتأكيد على أن المغرب خليط من الأجناس والأعراق والثقافات والديانات، و"هذا ما يؤكد خصوصيته كبلد متعدد الروافد، وذلك ما ورد في ديباجة دستور 2011، التي لم يسع كاتبها إلى تنميق الكلمات التي وضعت عن وعي بالتاريخ". وفي كلمة له بالمناسبة، نوّه وزير الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، بالمبادرة التي اعتبرها مهمة وحاملة لمدلول عميق، معتبرا أن عرض مسارات لشخصيات مغربية تاريخية سيمكن من التعريف بتاريخ الهجرة المغربية وتأثيرها وقوتها. بيرو أكد أن تميز المغرب في تنوع مكونات مجتمعه، معتبرا أن مغاربة العالم، والبالغ عددهم 5 ملايين، كلهم سفراء لبلدهم، ومشددا على أن ديناميتهم وتحركاتهم إثراء لبلدهم الأم. ويقدم المعرض أعمالا تتنوع بين مفاهيم الذاكرة ووثائق الأرشيف وشهادات وإسهامات علمية، وكذا أعمالا فنية موسيقية وفوتوغرافية وأدبية، وهو ثمرة مؤلف جماعي بعنوان: "المغاربة: مهاجرون ورحالة"، تعود فكرته إلى سنة 2008، وساهم في إنجازه عدد من الباحثين والمؤرخين والأكاديميين بهدف حفظ وتعزيز ذاكرة الهجرة المغربية كجزء من الذاكرة الوطنية الجماعية. وسيتم على هامش المعرض تنظيم أنشطة أخرى، من بينها مائدة مستديرة حول موضوع "الذاكرة والهجرة"، يوم الجمعة 13 ماي، بالمكتبة الوطنية، وكذا أنشطة تربوية حول "المهاجرون والرحالة" لفائدة مجموعة من تلاميذ المدارس المغربية.