يستعد أكثر من ألف ناشط وناشطة من جميع أنحاء العالم للإبحار نحو قطاع غزة الشهر القادم. ويبحر النشطاء في خمس عشر سفينة محملة بالأدوية والمعونات للقطاع المحاصر. ومن المتوقع أن تشارك هولندا بسفينة هولندية إيطالية مشتركة تحمل على متنها 35 شخصا من بينهم صحفي مبعوث إذاعة هولندا العالمية. وفي اجتماع للمشاركين عقد ليلة أمس، أعلن المنظمون أن جميع الركاب المشاركين في الأسطول سيتلقون تدريبا خاصا في الحماية السلمية، وسبل حفظ سلامتهم الشخصية في حال ما هاجمتهم القوات البحرية الإسرائيلية. وكان ما يقارب ستمائة ناشطا أبحروا العام الماضي لخرق الحصار على غزة لكن القوات الإسرائيلية تصدت لهم بقوة، وقتل تسعة نشطاء أتراك خلال الهجوم الإسرائيلي على الأسطول. من بين المشاركين في الأسطول الناشط الهولندي الفلسطيني أمين أبو راشد، والذي كان قد شارك العام الماضي في أسطول الحرية 1. يقول أبو راشد: "بعد النجاح الكبير الذي حققه أسطول الحرية الأول تم تشكيل تحالف دولي لكسر الحصار، يضم في طياته نشطاء من 56 دولة بما فيها الولاياتالمتحدة, ويحمل الأسطول بالإضافة إلى مئات النشطاء حمولات من الأدوية التي تمنع إسرائيل دخولها للقطاع". ووفقا للناشط فإن إسرائيل تمنع دخول قائمة تحتوي على 125 نوعا من الأدوية اللازمة في علاج أهالي قطاع غزة. ► دفاع سلمي سفينة مرمرة التركية التي شاركت العام الماضي والتي قتل على متنها تسعة نشطاء أتراك تشارك أيضا في الأسطول القادم. وفقا لمبعوث إذاعة هولندا العالمية إيريك بوشمان والمرشح للمشاركة ضمن الأسطول فإن جميع المشاركين سيتلقون في وقت لاحق تدريبا خاصا بسبل حماية أنفسهم إذا تعرضوا إلى هجوم. ويقول الزميل الصحفي إن منظمي الأسطول حذرون بعدم نشر تفاصيل دقيقة عن الأسطول، وعن التدريبات السابقة حتى آخر لحظة تحسبا للإجراءات الإسرائيلية ضد الأسطول. ووفقا لمشاركين في التحالف فإن شركات التأمين الكبرى رفضت تأمين السفن والركاب، تخوفا من الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته ب "الإرهاب"، وقالت الشركات إنه ليس بإمكانها بيع بوليصات التأمين للركاب لحماتهم ضد أعمال الإرهاب. ويتكفل المشاركون في الأسطول بدفع تكاليف سفرهم بالكامل، كما يتم الآن جمع التبرعات لدفع تكاليف السفن وثمن الحمولة المخصصة لغزة. يقول أبو راشد: "توجد في عدد من الدول مبادرات لجمع تكاليف السفن. نحن في هولندا أنشأنا مؤسسة هولندا-غزة يقوم عليها عدد من المؤسسات الحقوقية الهولندية لتمويل تكاليف السفينة الهولندية". ► مواجهه ويستغرب الناشط ابو راشد من الحملة الدعائية التي شنتها إسرائيل ضد النشطاء بحث حكومات البلدان الأوربية المشاركة بمنع انطلاق الأسطول. كما تشير تقارير إعلامية إسرائيلية بأن قوات البحرية الإسرائيلية تجري تدريبات مكثفة تهيئا للأسطول القادم. حول هذا يقول أبو راشد: "إسرائيل تصعد تدريباتها من أجل أن تواجه أسطول من المتضامنين لا يحملون معهم أي شيء ممنوع بل ويحملون معهم رسالة السلام ورغبة للوصول بأمان إلى قطاع غزة". ويقول الناشط أبو راشد أن التحالف الدولي وجه دعوة للأمم المتحدة والدول التي ستنطلق منها السفن بتفتيش الحمولة للتأكد من عدم وجود أي مواد ممنوعة أو أسلحة كما ادعت الحكومة الإسرائيلية العام الماضي عندما هاجمت الأسطول بحجة وجود إمدادات أسلحة لقطاع غزة. ويتساءل الناشط لماذا يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيادي ولا يضمن لأهالي غزة ممرا مائيا آمنا للوصول والخروج من القطاع ما دامت إسرائيل سحبت قواتها من القطاع منذ عام 2005. ► رفع جزئي للحصار رغم الرفع الإسرائيلي الجزئي للحصار على غزة إلا أن أعضاء التحالف الدولي لكسر الحصار يرون ضرورة للإبحار نحو غزة ما دام الحصار قائما. تقول الأمريكية آن رايت إحدى الناشطات في التحالف بأن الرفع الجزئي للحصار لا يكفي وان ما يدخل القطاع الآن يكفي لإعانة 30% من أهالي قطاع غزة الذي يقدر عددهم بمليوني شخص. ► الثورات العربية أحسن لكم لا يرى روني نفتانيل رئيس مركز المعلومات والتوثيق الإسرائيلي في هولندا ضرورة للأسطول الجديد. ففي حديث لإذاعتنا قال نفتانيال: "من الأحسن لهم أن يبذلوا طاقاتهم لمساندة المتظاهرين في الثورات العربية واعانة الشعوب العربية المحتاجة للعون، وخصوصا آلاف المهاجرين الفارين من الاقتتال في ليبيا". وفقا لنفتانيال فإن الحدود المصرية مع غزة مفتوحة منذ الثورة المصرية وأن بإمكان أهالي غزة شراء ما يلزمهم من مصر. ويعتبر المركز الإسرائيلي الحملة الجديدة خطوة ذات طابع سياسي أكثر من أن تكون حملة إنسانية لمساندة أهالي غزة. استمع هنا للمقابلة مع الناشط امين أبو راشد *بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية