لقن بابا الفاتيكان، اليوم السبت، الدول الأوروبية درسا حول كيفية التعامل مع اللاجئين عن طريق اصطحاب اثني عشر مسلما سوريا على متن طائرته بعد زيارة مشحونة بالعواطف إلى جزيرة ليسبوس اليونانية المتضررة بشدة من أزمة اللاجئين. وأعلنت الفاتيكان أن ما يسمّى ب"الكرسي الرسولي" يعتزم دعم ثلاث أسر تضم ستة أطفال، ومن المقرر أن ترعاها منظمة سانت إيجيديو الكاثوليكية الإيطالية التي تعمل على برنامج بالتعاون مع الحكومة الإيطالية لمنح اللاجئين المستحقين تأشيرات إنسانية للإقامة في إيطاليا بينما يتم النظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم. كما ذكرت الفاتيكان أن البابا فرنسيس أراد توجيه "إيماءة ترحيب" في نهاية زيارته لجزيرة ليسبوس والتي استمرت لخمسة أيام، حيث ناشد أوروبا الاستجابة لأزمة المهاجرين على شواطئها "بطريقة جديرة بإنسانيتنا المشتركة". وشهدت الجزيرة اليونانية التي تبعد بضعة أميال عن السواحل التركية توافد مئات الآلاف من البائسين على شواطئها في العام الماضي بعدما فروا من الحرب والفقر في بلدانهم. وزار البابا ليسبوس جنبا إلى جنب مع الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم ورئيس أساقفة أثينا بهدف توجيه الشكر للشعب اليوناني الذي رحب باللاجئين، وإلقاء الضوء على محنتهم مع تطبيق الاتحاد الأوروبي خطة مثيرة للجدل لإعادتهم إلى تركيا. وفي مراسم أقيمت بميناء ليسبوس، وجه البابا فرنسيس الشكر لسكان الجزيرة، وقال إنه يتفهم قلق أوروبا بشأن تدفق المهاجرين، ولكنهم في المقام الأول بشر "ولهم وجوه وأسماء وروايات شخصية" ويستحقون احترام حقوقهم الإنسانية الأساسية. وأضاف البابا قائلا "الله سوف يرد هذا الكرم وكذلك كرم الدول المحيطة التي رحبت من البداية وبانفتاح كبير بالأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين اضطروا إلى الهجرة". بكى كثير من اللاجئين عند أقدام البابا فرنسيس بينما اقترب هو والزعيمان الأرثوذكسيان منهم في مخيم موريا، فيما هتف آخرون "الحرية، الحرية"، لدى مرور الضيوف، ثم انحنى البابا عندما سجدت أمامه فتاة وبدأت في البكاء، فيما قالت سيدة أخرى للبابا إن زوجها في ألمانيا ولكنها علقت مع ولديها في ليسبوس. وفي تصريحاته للاجئين، قال بابا الفاتيكان إنه يتعين عليهم أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم ويجب ألا يفقدوا الأمل، مضيفا أنه أراد زيارتهم لسماع رواياتهم ولجذب انتباه العالم إلى محنتهم. وتابع البابا قائلا "نأمل أن ينتبه العالم إلى هذه المشاهد التي تنم عن حاجة مأساوية وملحة بالفعل ويستجيب بطريقة جديرة بإنسانيتنا ... أدعو أن يهب الأشقاء والشقيقات في هذه القارة لمساعدتكم، كما فعل السامري الصالح، وبروح الأخوة والتضامن واحترام الكرامة الإنسانية التي ميزت تاريخها الطويل". وبعد ذلك، وقع بابا الفاتيكان والبطريرك المسكوني برثلماوس الأول ورئيس أساقفة أثينا على إعلان مشترك يدعو المجتمع الدولي إلى منح الاولوية لحماية أرواح البشر، وتمديد اللجوء المؤقت للمعوزين.