من جملة المشاريع التي لم يُكتب لها النجاح بمدينة خريبكة، أو على الأقل عرفت أشغال إنجازها تعثرا واضحا، إلى حدود الساعة، مشروع إنشاء حديقة عمومية خلف ثانوية الموحدين التأهيلية، حيث فُتحت بالقوة في وجه أبناء المدينة، وخاصة تلاميذ وتلميذات المؤسسة التعليمية المذكورة، بعدما تأكدوا من توقف أشغال تهيئتها، ومرور فترات طويلة على مغادرة المقاول، قبل إتمام المشروع وفق ما هو مسطر سلفًا. وعلى غرار فضاءات عمومية عديدة بمدينة خريبكة، تسلل الخراب والدمار إلى الحديقة الجديدة، تجلى أساسا في تحطّم الباب الرئيسي للمرفق، وضياع أجزاء متفرقة من السياج الحديدي المحيط بالفضاء، حتى صارت الحديقة تتوفر على أبواب عديدة من مختلف الاتجاهات، خاصة بمحاذاة المؤسسة التعليمية، والجهة المقابلة للملعب البلدي، حيث أصبح بالإمكان الولوج إلى الحديقة من أي مكان شاء قاصدها. النافورة التي كان من المقرر إنشاؤها وسط الحديقة من أجل إضفاء الجمالية على الفضاء العمومي لم تسلم بدورها من الخراب، حيث تحولت إلى مرحاض مفتوح في وجه الزوار، ومطرحا للنفايات والأتربة، في الوقت الذي بدأت جنبات النافورة المفترضة تتآكل بفعل العوامل الطبيعية والبشرية، في أفق تحطمها عن آخرها، إذا لم تتدخل الجهات المسؤولة عن المشروع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. أما المرفق الصغير الذي كان من المقرر تخصيصه لحارس الحديقة بعد إنهاء الأشغال، فلم يعد المرء يقوى على تفقده أو اكتشاف ما بداخله، حيث أصبحت الروائح الكريهة منتشرة في أرجاء المكان، وتصل إلى أنوف الزوار قبل الاقتراب بأمتار عديدة، كما تتحول "إقامة حارس الحديقة"، خاصة في الفترات الليلية، إلى فضاء مفتوح في وجه المتسكعين والمتشردين وذوي النيات السيئة. ونظرا لحاجة زوار الحديقة إلى الجلوس لأخذ قسط من الراحة، فقد أُنشِئت عدد من الكراسي على طول الممر الرابط بين الباب المحطّم وبقايا النافورة، قبل أن تطالها أيادي التخريب والتدمير، حيث انتُزعت الأجزاء الخشبية، ولم يعد أغلبها صالحا للاستعمال، فيما صارت الحديقة مؤثثة بقنينات الخمر الفارغة، ما يبصم عن تحول الفضاء إلى مرتع للمتسكعين والسكارى والمنحرفين. ومن أجل التعرف على الوضعية الإدارية للحديقة، أشارت ربيعة اطنينشي، نائبة رئيس بلدية خريبكة، أن المجلس الجماعي رصد اعتمادات، في إطار اتفاقية مع المجمع الشريف للفوسفاط، من أجل تهيئة الحديقة وتأهيلها، مشدّدة على أنه في الوقت الذي كان فيه المجلس البلدي يرغب في ضم المركب والمسبح البلدي في مشروع تأهيلي واحد، اكتفى "OCP" بتقديم اعتمادات مالية لتهيئة الحديقة وحدها. وأضافت اطنينشي أن الحديقة في طور الإنجاز، وأن اعتماداتها جاهزة، ومن المقرر الانتهاء من تهيئتها مع بداية فصل الصيف المقبل، كما أوضحت، في سياق مرتبط، أن الأشغال بكلّ من حديقة بني عمير الواقعة على مساحة 4 هكتارات، وحديقة المجمع السكني الفردوس، تسير بوتيرة عادية، في إطار الاستمرارية والتنسيق مع المجلس الإقليمي في شخص رئيسه الذي صار آمرا بالصرف.