اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الجمعة، بالقمة الإسلامية التي انطلقت أشغالها أمس بتركيا والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للقاهرة والعلاقات السعودية المصرية والوضع السياسي في العراق. ففي مصر تناولت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها القمة الإسلامية المنعقدة في تركيا وذكرت بكلمة سامح شكري وزير الخارجية المصري الذي أكد مطالبة مصر بنظام إقليمي أساسه عدم التدخل في شؤون للآخرين وحسن الجوار، فضلا عن تجديد مطالبتها بمكافحة الإرهاب . أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "صداقة وطيدة.. وملفات مهمة " أن القاهرة ستشهد جولة من المباحثات السياسية والاقتصادية المهمة خلال زيارة الرئيس الفرنسي ،فرانسوا هولاند، يعكسها جدول أعمال يرصد القضايا المهمة الإقليمية التي تم البلدين، وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب والتطورات السورية والليبية ، وما يتفرع عنهما من قضايا تمس أمن واستقرار المنطقة، في ضوء التطورات الأخيرة المبشرة بقرب الوصول إلى حل يحافظ علي السيادة الليبية والسورية ووحدة أراضي البلدين بجهد واضح من المجتمع الدولي. وفي الشأن المحلي ، كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان "الانتخابات الأهم .. في الطريق" أنه كان من المفروض أن تشهد مصر الانتخابات المحلية والنقابات العمالية والمهنية بتكون أولى الخطوات بعد الثورة، "لإزاحة الوجوه الفاسدة التي تربت في ظل النظام القديم، وللدفع بقيادات جديدة تمثل الثورة". وقالت إن الظروف كانت صعبة والحرب ضد الإرهاب تطلبت جهودا كبيرة ، واستحقاقات المرحلة الانتقالية احتاجت لكل الجهد لانجاز دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسة وبرلمانية ، بينما "بقيت التنظيمات النقابية العمالية على حالها وبقيت المحليات عشا لدبابير الفساد ومركزا لبواقي الحزب الوطني المنحل/الحزب الحاكم سابقا/ ". و في قطر، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن انعقاد المؤتمر الثالث عشر لمؤتمر القمة الإسلامي في اسطنبول "يأتي في وقت بالغ الأهميةº نظرا لما تمر به الدول الإسلامية والعربية من تحديات خطيرة، مبرزة أن الأخطار التي يشهدها العالم الاسلامي" تفرض على قادة الدول البحث عن ملاذ مشترك ومصير واحد، تتمكن من خلاله من الحفاظ على مقومات الدولة المجردة. " وأوضحت أن أهمية هذه القمة تكمن في القضايا المصيرية التي تناقشها وعلى رأسها قضية فلسطين، وكيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، ومناقشة سبل تقوية الدول الإسلامية الضعيفة، والأوضاع الإنسانية التي تعصف ببعض بلدان منظمة التعاون الإسلامي، علاوة على بحث ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تجتاح العالم. من جهتها ، أكدت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن القمة الإسلامية تعقد في ظل تحديات واضحة تواجه العالم بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة لمواجهة ظاهرة الإرهاب "التي أصبحت تتطلب حماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فسادا باسم الدين الذي هو منهم براء". وترى الصحيفة أن العالم الإسلامي في حاجة ماسة للتكاتف والتعاضد لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة "خاصة أنه قد خطا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، الذي يضم تسعا وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها، مبرزة أن المطلوب من هذه القمة أن تدعم هذا التحالف. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إنه بعد زيارته التاريخية لمصر، وبعد نجاحها في الاتفاق على العديد من المشاريع والاستراتيجيات، توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى تركيا من أجل تحقيق أهدافه التي وضعها نصب عينيه منذ توليه السلطة، وهي تكوين استراتيجية عربية إسلامية قوية تساعد على مواجهة التحديات العديدة التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية من الداخل والخارج. وأوضحت الصحيفة أن الملك سلمان يحاول ان يزيل الخلافات بين مصر وتركيا، التي كانت تتبنى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم وحدثت توترات عديدة بينها وبين مصر، مبرزة أنه إذا استطاع أن يحل هذا الإشكال وأن يقرب المسافات ويزيل سوء التفاهم بين الدولتين، فإنه سيكون قد استطاع ان يجمع ثلاثا من أكبر الدول في المنطقة، بحيث تتعاون على مواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة وتحقق مصالحها بدلا من ان يظل الآخرون يحققون مصالحهم على حسابها. ومن جهتها، أوضحت صحيفة (البلاد) أن الملك سلمان أزال الخلاف المتعلق بالسيادة على جزيرتي "صنافير وتيران" من خلال ربط البلدين بجسر عبر البحر الأحمر، "مخرسا بفعله الأصوات النشاز التي مازالت رهينة مؤامرات المستعمر وإرثه"، مؤكدة أن هذا المشروع سيلبي آمال وتطلعات شعوب المنطقة، وسيكون منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين. وأبرزت أن الجسر يعتبر إحياءا لفكرة لطالما راودت كل من يتمنى الخير والنجاح والسلام للمنطقة، وأن زيارة الملك سلمان لمصر جاءت لتصحح وترسخ العلاقات بين البلدين، رغم انتقادات المعارضة التي "حاولت زرع الشكوك في العلاقات السعودية المصرية إقليميا، وتأكيد وجود خلافات تهدد نجاح الزيارة"، مشددة على أن التعاون حتما سيعجل بالقضاء على الإرهاب، وسيسهم في تحقيق توازن حقيقي يلم الشمل بعد الاضطرابات التي "أخلت بواقعنا المتلاحم، مبعثرة جهودنا الموحدة القاهرة للعدو (..)". وبلبنان، استأثرت زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند لبيروت السبت المقبل، وكذا قمة إسطنبول الإسلامية، وقمة مجلس التعاون الخليجي باهتمام الصحف، إذ كتبت (الجمهورية) أن الأسبوع سيقفل على زيارة الرئيس الفرنسي في إطار جولة تحمله إلى عمانوالقاهرة. كما أشارت الى أن الحدث الإقليمي سينتقل الخميس المقبل إلى الرياض حيث ستنعقد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدما شكلت تركيا مسرحا لهذا الحدث باحتضانها قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول والتي تختتم أعمالها اليوم. وكشفت أن مسودة البيان الختامي لقمة اسطنبول تدعو إلى "علاقات حسن جوار بين إيران والدول الإسلامية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". من جهتها أبرزت (النهار) أن القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي خفضت وقائع المخاوف من محاذير جديدة قد تترتب على الموقف اللبناني في "معاناته" حيال التجاذبات الاقليمية الحادة التي تحاصره والتي تتناول تحديدا واقع الموقف الخليجي والعربي عموما من (حزب الله). وتحدثت عن برنامج زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان، مشيرة حسب مصدر فرنسي مطلع أن الزيارة ليست زيارة دولة ولا تتضمن أي مظهر من مظاهر زيارة كهذه، في غياب رئيس للجمهورية اللبنانية، موضحة أن هذا يعني أن الزيارة من الناحية التقنية كما يلحظ البروتوكول هي زيارة عمل، فلا استقبال ولا عشاء رسميا. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن دعوة مجموعة السبع الصناعية التي اجتمعت في هيروشيما، إلى نزع السلاح النووي. واعتبرت أن هذه الدعوة تأتي وكأن نزع السلاح النووي من اختصاص البلدان غير النووية، موضحة أن "مجموعة السبع فيها ثلاث دول نووية رئيسية، والولايات المتحدة أولاها حتى لم تعتذر عما أحدثته قنابلها النووية في المدن اليابانية من تدمير مادي وبشري لم يكن له داع كما يقول الكثير من المفكرين والمؤرخين بمن فيهم الأمريكيون. ومع ذلك، فإنها مع غيرها دعت إلى نزع السلاح النووي الذي تمتلكه وتحسن وتضاعف قدراته". وبحسب الافتتاحية فإن "هذه اللغة مريبة لأنها تعبير جلف عن ازدواجية اللغة التي تستخدمها البلدان الكبرى. فنزع السلاح النووي في العالم لا يحتاج إلى بيانات صحفية أو سياسية فقد تضمنته المعاهدة الخاصة بمنع انتشار السلاح النووي في العالم". وخلصت (الخليج) إلى أن الحديث إذا عن التخلص من الأسلحة النووية لا يعدو أن يكون نوعا من اللغة المزدوجة القائمة على التصريحات الزائفة والعمل الحقيقي المناقض لها. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه في الوقت الذي يحتاج فيه العراق إلى بناء توافق وطني لمواجهة حالة التدهور الاجتماعي والأمني للبلاد، يجد العراقيون أنفسهم ضحايا انقسام سياسي حول الحكومة، سيطيل أمد المعاناة التي تتفاقم يوما بعد يوم. وأكدت الافتتاحية أنه في الوقت الذي تتطلب فيه المشاكل الصعبة التي يتخبط فيها العراق، جهدا كبيرا من قبل الكتل السياسية، لتحقيق توافق حول الحكومة، ما يسهم في إيصال العراق إلى بر الأمان، فإن الأحزاب والشخصيات السياسية، لجأت بدلا من ذلك، إلى استخدام الانقسامات لأغراض سياسية، من أجل تحقيق مكاسب ضيقة على المدى القصير والسهل، ما زاد من معضلة الحكومة.