احتضن مقر ولاية جهة كلميم وادنون اجتماعا للجنة القيادة لبرنامج واحات الجنوب الذي تنجزه وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بالمملكة، بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ويهدف هذا البرنامج، الذي تمت بلورته سنة 2006 ، إلى تحقيق تنمية مستدامة بالمناطق المعنية، وذلك من خلال مجالات تدخل ذات أولوية تتمثل بالخصوص في التنمية المحلية وإنعاش الاقتصاد وتأهيل المرأة القروية والطاقات المتجددة. وأكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء يندرج في إطار التنسيق والتشارك القائم ما بين المغرب والأممالمتحدة على المستوى الوطني باعتبار أن المغرب عضو "جد نشيط" في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ويشتغل في إطار التزامات وطنية تتماشى مع أهداف الألفية للتنمية. وأبرزت خلال هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم آسا الزاك نيابة عن والي جهة كلميم واد نون، أن البرامج التي تنجز على أرض الواقع بالجهة كبيرة جدا ونموذجية من حيث القيمة المضافة التي منحتها للمنطقة ومن حيث التفكير في خلق فرص شغل وكذا من حيث التجاوب مع مشاكل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، داعية بهذا الخصوص، إلى أن يكون مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 22" الذي سينعقد بمراكش في نونبر من السنة الجارية، فرصة للدفع بإشعاع هذه البرامج التي تعرفها المنطقة وتعميمها على مناطق أخرى بالمغرب . وأشارت بوعيدة، من جهة أخرى، إلى أن هذا اللقاء يأتي في سياق الاشتغال على تنزيل الجهوية الموسعة مما يستوجب تنسيقا أكثر ما بين جميع الجهات وكذا الملاءمة في الرؤية والاستراتيجية والبرامج. من جهته، أكد مدير وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بالمملكة، جبران الركلاوي، أن برنامج واحات الجنوب الذي شكل الأرضية الاستراتيجية لتنمية مناطق الواحات والاركان، أعطى ثماره على مستوى المناطق المعنية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج خلق دينامية وبعث الأمل بالنسبة للأشخاص الذين لم تكن لهم مقومات الانخراط في التنمية وذلك بفضل عدة مشاريع تنموية . ودعا الركلاوي إلى تكثيف المجهودات من أجل جمع فاعلين آخرين وإدخال استراتيجيات أخرى، مؤكدا أن الوكالة تطمح إلى المرور لمرحلة الالتقائية مع السياسات الوطنية على المستوى المحلي. من جانبه، أبرز المنسق المقيم لبرنامج الأممالمتحدة بالمغرب، فيليب بوانسو، أهمية برنامج واحات الجنوب ، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الذي انطلق العمل به منذ 10 سنوات (2006) حقق نتائج إيجابية من خلال إنجاز عدة مشاريع تروم التنمية المستدامة بالمنطقة، معتبرا أن هذا اللقاء شكل فرصة للوقوف على حصيلة البرنامج خلال 10 سنوات والوقوف على الصعوبات، والعمل على تنفيذ المشاريع المبرمجة لسنة 2016. أما ممثل مجلس جهة كلميم واد نون محمد أوبركة، فأشار إلى أن المجلس مستعد للانخراط في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الذي يدعم العديد من الفئات خاصة الشباب وأيضا الواحات. من جهته، أكد رئيس المجلس الإقليميلكلميم، إيحيا إفرادن ، أن هذا اللقاء فرصة لتقييم البرنامج الإنمائي للواحات باعتباره تجربة رائدة تستهدف التنمية المجالية والمحافظة على التوازن البيئي والوقوف على النتائج الايجابية التي حققها وخاصة بإقليمكلميم الذي يعتبر من المجالات التي تعتبر فيه الواحة النواة الأساسية في كل جماعة، داعيا إلى ضرورة توسيع مجال تدخل كافة الشركاء ليشمل جميع المجالات التي تعتبر ضرورية لاسيما الكهربة القروية وتشجيع الاستثمار الفلاحي بهدف إنهاء الإقصاء والحد من الهشاشة والفقر. وتم خلال هذا اللقاء عرض حصيلة برنامج واحات الجنوب خلال الفترة 2006 / 2015 وبرنامج عمل 2016، وفي هذا الإطار، أشار المنسق الوطني لبرنامج واحات الجنوب محمد حميميد إلى أنه تم خلال الفترة ما بين 2006 و2015 إنجاز حوالي 1009 مشروعا أو في طور الإنجاز خصصت لها اعتمادات بلغت قيمتها حوالي 252 مليون و224 ألف درهم وهمت بالخصوص مجالات تثمين المنتوجات المجالية وتربية المواشي والسياحة البيئية ومنتجات الصناعة التقليدية والتراث الثقافي. أما بخصوص برنامج عمل 2016 ، فأشار السيد حميميد إلى أنه تمت برمجة 271 مشروعا ، مضيفا أن هذا البرنامج يرتكز على تعزيز الاستدامة وتثمين المشاريع الاستثمارية وتعزيز التخطيط الاستراتيجي وتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني . وقامت بوعيدة بالمناسبة، بزيارة ميدانية لمشاريع نموذجية بجماعة تغمرت (قيادة أسرير) تم إنجازها في إطار برنامج واحات الجنوب. ويتعلق الأمر بتعاونية قافلة تغمرت للأعمال اليدوية التي تهتم بالمنتجات المحلية، وتعاونية واحة تغمرت الفلاحية التي تعمل في منتجات الصبار، وجمعية زاوية مولاي البشير العلوي التي تعنى بالحفاظ على الموروث الثقافي والسياحي من خلال تنظيم أنشطة دينية وثقافية .