انعقد اليوم الثلاثاء بمقر جماعة أسرير القروية ( حوالي 12 كلم شرق كلميم ) اجتماع خصص لاستعراض التجربة المغربية في مجال تنمية الواحات بحضور الشركاء الأساسيين لبرنامج واحات الجنوب وممثلين عن دول تونس والجزائر ولبنان بالإضافة إلى المغرب. ويشكل هذا اللقاء حسب المنظمين مناسبة لتقاسم وتبادل الآراء حول الممارسات الجيدة المرتبطة بتفعيل برنامج واحات الجنوب في المجالات الثلاثة ذات الأولوية، والمتعلقة بالأساس بالتخطيط للتنمية المحلية وإنعاش الاقتصاد الاجتماعي وتأهيل المرأة القروية. وتفيد المعطيات التي قدمها المنسق الوطني لبرنامج واحات الجنوب السيد محمد حميميد بهذه المناسبة بأنه تم في إطار هذا البرنامج الذي تمت بلورته في إطار شراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، وانطلق سنة 2006 بهدف تحقيق تنمية مجالية مستدامة لأقاليم آسا الزاك وكلميم وطاطا وطانطان وطرفاية، انجاز 710 مشاريع خصصت لها اعتمادات بلغت قيمتها 90ر27 مليون دولار. وتهم هذه المشاريع التي استفادت منها 56 جماعة، 11 منها حضرية وساهمت في تحقيق 5585 منصب شغل، التجهيزات الجماعية والتنشيط السوسيوثقافي ودعم المجتمع المدني والبنيات التحتية والأنشطة المدرة للدخل. وأبرزت سفيرة فنلندا بالرباط السيدة كريستينا هارتيلا في الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء أن بلادها تعتز بأن تكون شريكا في البرنامج المتعلق بتفعيل اتفاقية الأممالمتحدة لمحاربة التصحر بغرب آسيا وشمال إفريقيا موضحة أن هذا القرار الذي اتخذته فنلندا منذ سنوات لدعم الجهود المبذولة في هذا الإطار كان صائبا وحقق نتائج واعدة. وسجلت أن المشاركة في هذا الاجتماع تروم الاستفادة من التجربة المغربية وتقاسم المعرفة والوقوف على الكيفية التي تم بها تحقيق النجاح في مجال تنمية الواحات على أرض الواقع مبرزة أن الإنجازات المحققة بفضل العمل الجاد تمنح ساكنة هذه المجالات فرصة وإمكانية العيش والعمل في بيئتها التقليدية المتشبثة بها بالرغم من صعوبة وقساوة الحياة بهذه المناطق. ومن جانبه أبرز المنسق المقيم لبرنامج الأممالمتحدة بالمغرب السيد برونو بويزات في تصريح صحفي أن الهدف من هذا اللقاء هو إطلاع بلدان أخرى بالمنطقة على تجربة المغرب في مجال تجديد الواحات وتمكينهم من ملاءمة الدروس المستقاة مع حاجياتهم الحقيقية ومع خصوصيات المناطق القاحلة. واستعرض مدير وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لاقاليم الجنوب السيد أحمد حجي في إطار هذا اللقاء الذي حضره سفير دولة اليابان بالرباط ومدير برنامج تنمية المناطق القاحلة ووالي جهة كلميمالسمارة عامل اقليمكلميم وعمال اقاليم السمارة وطانطان وأسا الزاك، المجهود الذي بذلته وكالة الجنوب على مدى عشر سنوات في إطار الشراكة مع مجموعة من الفاعلين لتعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية والذي مكن من تعبئة غلاف مالي ناهز 8ر16 مليار درهم. ويتضمن برنامج هذا اللقاء الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، ورشات ستقارب مواضيع تهم " التخطيط للتنمية المحلية " و" انعاش الاقتصاد الاجتماعي " و " تأهيل المرأة القروية " وزيارات ميدانية لعدد من المشاريع والتعاونيات النشيطة في مجال تثمين المنتجات المجالية بكل من أسرير وآسا.