يعد مجمع واحات الصحراء، الذي تم إحداثه في مارس من السنة الجارية، تجربة مبتكرة من شأنها تثمين جهود مختلف الفاعلين الرامية إلى النهوض بالمنتجات المحلية بأقاليم الجنوب. ويهدف هذا الإطار الجمعوي، الذي يضم 19 تجمعا مهنيا وسبع مؤسسات حكومية، ويستهدف أقاليم كلميم وآسا-الزاك وطاطا وطانطان، إلى الرفع من قيمة المنتجات الغذائية والفلاحية، وتثمين المعرفة المحلية الأصيلة، وخلق دينامية مجالية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز الجهوية وإعطاء الأولوية للتوجهات الاستراتيجية الحكومية المدعمة بخيارات المنتخبين والشركاء. ويتميز هذا المشروع بكونه سيشكل إطارا تعاونيا لتداول كميات وافرة من المنتجات القطاعية المتكاملة وتنظيم الأنشطة المشتركة وهدفا لتطوير رؤية مشتركة للتنمية المجالية المستدامة. ويشتغل مجمع واحات الصحراء حاليا على المواد الفلاحية والغذائية المنتجة في مجال تدخله والمتميزة بتوفرها على خصوصيات المجال الصحراوي والمتمثلة، على الخصوص، في منتجات الصبار والعسل والتمر والحليب والإبل والكسكس والخضروات والحناء. وفي أفق إحداث منطقة صناعية مجهزة بمساحة 10 هكتارات من أجل تشجيع المقاولات الخلاقة، شرع المجمع في إعداد اتفاقية لتمويل مركب للصبار بكلميم، وأخرى لإنجاز محطتين لتلفيف وتحويل هذا المنتوج، بالإضافة إلى مباشرة الإجراءات المتعلقة بإحداث ثلاث نقط للبيع بكل من كلميم وأكادير والرباط. وإلى جانب مجمع غرب فرنسا (كلوستر ويست)، يعتبر برنامج التنمية المجالية المستدامة للجنوب (2010-2013)، الشريك الأساسي لهذا المشروع. ويعد هذا البرنامج ثمرة شراكة بين وكالة تنمية أقاليم الجنوب وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي الذي انطلق في البداية سنة 2006 من خلال برنامج واحات الجنوب الممول بغلاف مالي أولي يقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار أمريكي ويتم تعبئته حاليا 10 مرات ليصل في أفق سنة 2013 إلى 30 مليون دولار. ويهدف هذا البرنامج، الذي يتقاسم الأسس الرئيسية مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة كلميم-السمارة, إلى تحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية والحد من الفوارق الاجتماعية ولاسيما من خلال خلق أنشطة اقتصادية اجتماعية مدرة للدخل، وكذا عبر التدبير المستدام للتراث الطبيعي والثقافي.