"أصبحت التجربة المغربية في مجال الطاقة محط إعجاب من قبل الدول في العالم الإسلامي"، هكذا اختار محمد أحمد المدني، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن يمدح توجه المملكة نحو تطوير الطاقات المتجددة، واستثمارها لملايير الدولارات في هذا المجال. وقال محمد أحمد المدني، خلال كلمة له في المؤتمر الثاني لصناديق الاستثمارات الحكومية في الدول الأعضاء بالبنك الإسلامي للتنمية، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن عددا من الدول في المنطقة تعاني من تداعيات تذبذب أسعار النفط، ما يجعلها في أمسِّ الحاجة إلى تنويع اقتصاداتها ومصادر دخلها، مما يحتِّم على الصناديق السيادية المساهمة في تنويع أدوات الاستثمار من أجل تعزيز قدرة الصناديق على مواجهة تداعيات الانخفاض العالمي لأسعار النفط وتراجع أسعار "الأورو". وفي الوقت الذي عبّر فيه رئيس مجموعة البنك الإسلامي عن إعجابه بالتجربة المغربية في مجال الطاقة، تم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية، بين البنك وشركة الاستثمارات الطاقية والشركة العقارية "ماريتا"، من أجل تسهيل التعاون بين الأطراف الثلاثة في مجال الطاقة، وخاصة مجالات تحسين النجاعة الطاقية وإنتاج الطاقات المتجددة ودراسة الاستثمار المشترك في مشاريع الطاقة بالمغرب والدول الإفريقية الأعضاء في البنك، في أفق تصدير التجربة المغربية في مجال الطاقة لتستفيد منها دول الأعضاء بالبنك. المتحدث ذاته كشف أن الهدف الرئيسي من المؤتمر يتمثل في إيجاد فرصة تعارف بين الصناديق الاستثمارية والدول الإسلامية، من أجل تطوير الاستثمارات، ونقل التجربة المغربية في مجال الطاقة إلى باقي الدول الأعضاء. بدوره قال عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، إن المغرب انطلق في بناء وترسيخ النموذج التنموي الجديد، مرتكزا في ذلك على تسيير ماكرو اقتصادي سليم، ومعتمدا على استراتيجيات قطاعية مبنية على مناهج حديثة، مضيفا أن الهدف من تعبئة جميع الطاقات الوطنية، العمومية منها والخاصة، هو البلوغ إلى مصاف الاقتصادات الناشئة النموذجية والناجحة. وأبرز زغنون ايجابية ظهور فروع تصنيع وتصدير جديدة؛ أهمها تلك التي تتعلق بقطاع صناعة السيارات والطيران، لافتا إلى أن المجال المالي بالمغرب يعمل على إحداث قطب مالي ذي تطلعات هامة في المنطقة، يتمثل في "Casa Finance City"، من أجل تحديث وعصرنة القطاعات التقليدية، بما فيها قطاعات الفلاحة وصناعة الفوسفاط والسياحة. وتابع المدير العام ل"سي دي جي" أن البنيات التحية تلعب دورا محوريا في دفع عجلة هذه الدينامية الإنتاجية؛ كميناء طنجة المتوسط وبرنامج تطوير شبكة الطرق السيارة والانطلاقة الوشيكة لأول قطار فائق السرعة بالقارة الإفريقية، فيما شدد على أن المغرب يحظى بالمصداقية لدى وكالات التصنيف الدولية، خاصة بعد تقدمه في تصنيف "درجة الاستثمار". زغنون أبرز أن المملكة تمكنت من كسب ثقة كبار المستثمرين؛ ك"رونو" و"بوجو" و"بومبارديي"، مضيفا أنها أصبحت مرجعا عالميا في مجال الحفاظ على البيئة من خلال تشييد أضخم مركز لإنتاج الطاقة الشمسية في مدينة ورزازات، ما جعلها تحظى بتنظيم مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ بمراكش نهاية العام الجاري.