أجرى الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، مباحثات هاتفية مطولة مع رئيس فدرالية روسيا فلادمير بوتين، وفق ما ذكره بلاغ للديوان الملكي. وأفاد البلاغ، أن الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلادمير بوتين يعربان عن انشغالهما القوي بشأن التطورات الأخيرة لقضية الصحراء من قبيل ما تم تسجيله على مستوى الأمانة العامة للأمم المتحدة، مضيفا أن "قائدا البلدين قررا في هذا الصدد تعزيز التنسيق والإبقاء على اتصال دائم بهذا الشأن من أجل التوصل في متم شهر أبريل الجاري إلى نتيجة متوازنة ومثمرة". بلاغ الديوان الملكي، نقل عن العاهل المغربي والرئيس الروسي، ارتياحهما لجودة التشاور السياسي بين البلدين، مبرزا أن "قائدا البلدين بحثا خلال هذا الاتصال مختلف القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي ولا سيما تلك المرتبطة بالوضع في المشرق والمغرب العربي". وعلاقة بالزيارة الأخيرة للملك محمد السادس إلى روسيا، أشار بلاغ الديوان الملكي إلى أن هذه الزيارة الملكية فتحت عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين وكرست إرساء شراكة استراتيجية معززة، موردا أن "جلالة الملك والرئيس الروسي يعبران عن ارتياحهما للتقدم الذي يعرفه تفعيل مختلف أوجه هذه الشراكة" و"يعبران أيضا عن ارتياحهما لالتزام مسؤولي البلدين بضمان التجسيد التام لهذه الشراكة في جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية". وكان الملك محمد السادس قد قام بزيارة رسمية إلى روسيا منتصف مارس الماضي، حيث تم استقباله من طرف الرئيس الروسي في قصر الكرملين الحكومي، وأجريا مباحثات ثنائية، توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والدينية والثقافية والرياضية. وأشادت روسيا، في الزيارة ذاتها، بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب في مختلف المجالات، تحت قيادة الملك محمد السادس، مبرزة أن موسكو تأخذ بعين الاعتبار كما يجب موقف المغرب في تسوية نزاع الصحراء، متمثلا في مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية. وأكدت موسكو، ضمن بيان مشترك بين المغرب وروسيا، أنها لا تؤيد أي خروج على المعايير المحددة سلفا ضمن القرارات الحالية لمجلس الأمن الدولي، وبأنها أخذت علما بالمشاريع السوسيو - اقتصادية الرامية إلى تنمية مناطق الصحراء، وتحسين ظروف عيش الساكنة القاطنة بها"، مبرزة أن "روسيا لا تدعم أي توجه لتسريع أو تعجيل عملية تدبير المسلسل السياسي بالصحراء". كما عبرّت روسيا بهذا الخصوص عن "دعمها لجهود مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من الأطراف لقضية الصحراء، لما فيه مصلحة الساكنة وطبقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة".