يقول علماء انهم اقتربوا خطوة من تطوير نموذج بالكمبيوتر للمخ بعد التوصل لطريقة لرسم وصلات الخلايا العصبية ووظائفها في المخ سويا للمرة الاولى. وفي دراسة بمجلة نيتشر يوم الاحد 10 أبريل وصف باحثون من جامعة لندن البريطانية طريقة طورت في الفئران اتاحت لهم جمع المعلومات عن وظيفة الخلايا العصبية مع تفاصيل عن وصلاتها. وتمثل الدراسة جزءا من مجال وليد لابحاث العلوم العصبية يعرف باسم علم رسم الوصلات العصبية في المخ. ومن خلال فك ألغاز هذه الوصلات والقدرة على رسمها -ومعرفة كيفية تدفق المعلومات عبر دوائر المخ- يأمل العلماء في فهم كيفية تولد الافكار والفهم في المخ وكيف يلحق الضرر بهذه الوظائف في امراض مثل خرف الشيخوخة وانفصام الشخصية والسكتة الدماغية. وقال توم مرسيك فلوجل الذي قاد الدراسة "سنبدأ في فك الغاز تعقيد المخ." واضاف "بمجرد ان نفهم وظيفة الخلايا العصبية واتصالها عبر طبقات مختلفة من المخ يمكننا ان نبدأ في تطوير محاكاة بالكمبيوتر لكيفية عمل هذا العضو المهم." لكنه قال ان انجاز هذا الامر سيحتاج الى سنوات كثيرة من عمل العلماء وقدرة معالجة هائلة بالكمبيوتر. وفي تقرير عن بحثه اوضح مرسيك فلوجل كيف ان رسم وصلات المخ ليس انجازا صغيرا. وقال "تفيد التقديرات بوجود حوالي مئة مليار خلية عصبية او نيورون في المخ تتصل كل منها بالاف الخلايا العصبية الاخرى مما يشكل حوالي 150 تريليون وصلة. وتساءل قائلا "كيف نفهم طريقة عمل الدوائر العصبية في المخ.." واضاف "نحتاج اولا لفهم وظيفة كل خلية عصبية ومعرفة خلايا المخ الاخرى التي تتصل بها." وركز فريق مرسيك فلوجل في دراسته على الرؤية وفحص القشرة المرئية لمخ الفأر التي تحتوي على الاف الخلايا العصبية وملايين الوصلات المختلفة. وباستخدام تصوير عالي التحديد تمكن الباحثون من اكتشاف أي من هذه الخلايا العصبية يستجيب لمحفز خاص. واستخدم العلماء شريحة من نفس النسيج وعرضوا مجموعات فرعية من الخلايا العصبية لتيارات صغيرة لمعرفة أي خلايا تستجيب واي منها مرتبط عبر الوصلات. ومن خلال تكرار هذا الاسلوب مرات كثيرة تمكن الباحثون من التعرف على وظيفة واتصال مئات من الخلايا العصبية في القشرة المرئية للمخ. ويأمل الباحثون ان يمكنهم من خلال استخدام هذه الطريقة البدء في رسم مخطط للاتصال في منطقة من المخ ذات وظيفة خاصة مثل القشرة المرئية. وينبغي ان تساعد هذه الطريقة الباحثين ايضا في رسم كيفية اتصال المناطق المختصة باللمس والسمع والحركة. وقال جون وليامز رئيس العلوم العصبية والصحة العقلية في مؤسسة ويلكم تراست الطبية الخيرية التي ساعدت في تمويل الدراسة ان فهم اساليب العمل الداخلية للمخ يمثل احد "الاهداف النهائية" للعلم. واضاف "تقدم هذه الدراسة المهمة لعلماء الاعصاب احدى الادوات المهمة التي ستساعدهم في البدء في الابحار في المشهد الطبيعي للمخ ومسحه."