كشف تقرير صادر عن المرصد الأوروبي للمخدرات والمواد السامة كون "الحشيش" لا زال المادة المخدرة الأكثر تناولا في القارة العجوز، إذ يمثل 38 في المائة من سوق تجارة المخدرات بالقارة، مشيرا إلى أن جله قادم من المغرب ويمر عبر العديد من المعابر. وقدّر تقرير المؤسسة الأوروبية قيمة "الحشيش" التي تصل إلى أوروبا ويتم بيعها هناك ب 95 مليار درهم، مشيرا إلى أن عدد الأوروبيين الذين استهلكوا المخدر القادم من المغرب بلغوا 22 مليون فرد بالغ، كما أن واحدا في المائة من ساكنة القارة العجوز يتعاطى له بشكل يومي، "وهو ما جعل العديد من المشاكل الصحية والاجتماعية تنتشر بشكل ملحوظ"، يقول التقرير. وحذر التقرير من أن شبكات ترويج المخدرات تقوم باستغلال العديد من وسائل التكنولوجيا والاختراعات الصناعية من أجل الرفع من الإنتاج، "حتى يصير مفعولها أقوى"، مشددا، في الوقت ذاته، على أن عدد أطنان الحشيش القادم من المغرب سجلت ارتفاعا خلال العام الماضي، بيد أن أنه لفت إلى أن هذه شبكات بدأت تلجأ إلى زراعته في أوروبا. وأكد التقرير أن سوق المخدرات يعد الميدان الأكثر ربحا بالنسبة للمجموعات الإجرامية، مردفا أن مواطني أوروبا أنفقوا 240 مليار درهم على كل أنواع المخدرات، خصوصا الهيروين والكوكايين. وفي ما يتعلق بالحشيش القادم من شمال إفريقيا، فقد أكد التقرير أن شبكات التهريب استفادت من انعدام الاستقرار الأمني في ليبيا لتنشط أكثر عبر البحر. واعتبرت الوثيقة أن التأثير السلبي لسوق المخدرات على المجتمعات الأوروبية لم يعد هينا، وحذرت من نتائج أخرى لهذه السوق بعيدا عن الخسائر المالية والصحية التي تتسبب فيها المخدرات، ومنها استعمال مداخيلها لتمويل العمليات الإرهابية في العالم. وفيها يخص تجارة الهيروين، أكد التقرير أنها استفادت من الأوضاع في كل من سوريا والعراق، من أجل التهريب نحو القارة الأوروبية، ومع ذلك تبقى طريق البلقان أهم مسلك يعبره المهربون لإدخال الهروين إلى أوروبا، وقدر المرصد الأوروبي ما ينفقه الأوروبيون على الهيروين بحوالي 6.8 مليار درهم.