انصرف الرأي العام المغربي عامة، والعديد من سكان مدينة سلا خاصة، إلى مصير المرأة المشعوذة في أحد أحياء منطقة العيايدة، بعد أن تهجم عليها العديد من الغاضبين، أغلبهم من القاصرين وأبناء المدارس، لكن لم يأبه الكثيرون إلى مصير القط الذي تم العثور عليه وقد خيط فمه من طرف الساحرة. وكان شباب حي وادي الذهب قد استطاعوا أن يقبضوا على قط فر مرعوبا من بيت المشعوذة التي دخلت في شنآن مع بعض أبناء الحي، حيث وجدوه على سطح أحد المنازل القريبة وهو في حالة صحية ونفسية يُرثى لها، بعدما تمت خياطة فمه وبداخله صورة شاب قيل إنه يعمل دركيا بالحي ذاته. القط الذي يبدو أنه أصبح أشهر من نار على علم في مدينة سلا، تكفلت به أيادي رجال الأمن الذين حملوه إلى طبيب بيطري مختص لمداواة جروحه، وترميم ما تضرر من جسده، خاصة أنه كان ممنوعا من الأكل لأيام بسبب فمه المغلق بخياطة محكمة، وذلك تنفيذا لوصفة سحرية من "مشعوذة سلا". أحمد التازي، ممثل جمعية "أذان للدفاع عن الحيوانات والطبيعة"، أفاد، في اتصال مع هسبريس، بأن القط المسكين يتماثل للشفاء، ويستعيد صحته وحيويته تدريجيا، وذلك بفضل تكاثف عمل رجال الأمن خاصة في دائرة العيايدة، وعلى رأسهم العميد أمين الزروالي، وجهود بيطريين وجمعويين أيضا. وأوضح التازي أن رجال الأمن حملوا القط "الشهير"، مدفوعين بغريزة الرحمة، إلى الطبيب البيطري، الذي قدم له الإسعافات الطبية الضرورية، قبل أن يتم نقله إلى مستوصف الحيوانات البلدي ومركز التوعية البيئية الذي تديره جمعية أذان للدفاع عن الحيوانات والطبيعة بالرباط. وبحسب ذات المصدر، فإن القط الذي كادت تزهق روحه، نتيجة خياطة فمه ومنعه من الأكل، "تلقى العلاجات اللازمة والعناية الفائقة، في انتظار من قد يتبناه وينسيه مرارة ماضيه"، مشيرا إلى أن الرحمة بالحيوان من سماحة الإسلام، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". ولفت المتحدث إلى أن جمعية أذان للدفاع عن الحيوانات والطبيعة سبق لها أن تكفلت بالقطة "بيانكا"، والتي مثل بها أيضا في أعمال الشعوذة في مدينة سلا، حيث فقئت عينها وخيط فمها، وتضررت في أعضائها الخلفية، إلى أن وجدت حضنا دافئا في مقر مؤسسة "بريجيت باردو" بباريس.