انتقدت الجمعية المغربية لمهنيي الفيزياء الطبية إقدام مركز الحياة لعلاج مرضى السرطان بمدينة مكناس، على ما أسمته "إقحام شخص لا يحمل أي شهادة أو تكوين في الفيزياء الطبية للعمل كفيزيائي طبي وحيد في هذا المركز". وقال بيان للجمعية، توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، إن الخطوة تشكل "دون أدنى شك خطرا جسيما على المرضى والعاملين بهذا المركز، في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل ولتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأوضح رئيس جمعية مهنيي الفيزياء الطبية، نور الدين عبد العاطي، أن "الفيزيائي الطبي يشتغل وفق نظام خاص يعتمد على التشخيص والمعالجة بالأشعة، ويعتبر الحلقة الأهم في وضع خطة العلاج عن طريق الاستخدام المُعقلن للإشعاعات النووية ذات الطاقة العالية وفق حسابات موجهة بشكل دقيق نحو موضع الورم مع تفادي وصولها إلى الأعضاء السليمة المجاورة، كما يحرص هذا الأخير على الاستعمال الآمن للأجهزة و مراقبتها للحد من الأخطاء التقنية والتسربات النووية". وأفاد عبد العاطي، في تصريح للجريدة، بأن "غياب الفيزيائي الطبي يستدعي توقف المركز عن العمل، عوض تعريض حياة المرضى للخطر"، مشيرا إلى أن عمل الفيزيائي الطبي دقيق ومهم للغاية، ومن المفروض توفره على دبلوم وتكوين وخبرة في هذا المجال، داعيا المركز الوطني للوقاية من الأشعة إلى إرسال تقني فيزيائي لمركز الحياة بمكناس. ودقت الجمعية المغربية لمهنيي الفيزياء الطبية ناقوس الخطر، مطالبة بالتدخل الفوري لتجنب الأخطار الممكن حدوثها حاليا بهذا المركز والعمل على إصدار قانون أساسي منظم لمهنة الفيزياء الطبية، للخروج من العشوائية التي تتخبط فيها هذه المهنة وما يترتب عنها من مخاطر على صحة المرضى والعاملين بمصالح العلاج بالأشعة والطب النووي والتصوير الإشعاعي. جدير بالذكر أن نيل رأي مركز الحياة لعلاج مرضى السرطان في الموضوع قد باء بالفشل، وذلك بعدما بقي هاتف مؤسسة الأنكولوجيا بمدينة مكناس يرن، طيلة المحاولات التي تمّت، دون أي جواب على المكالمات.