نظمت كلية العلوم بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، أول أمس الخميس، يوما دراسيا حول التطبيقات النووية في الطب والوقاية من الأشعة، بشراكة مع الوكالة الوطنية للعلوم والتقنيات النووية بفرنسا. وقال أحمد ابن الصديق، مستشار وزير الصحة الموريتاني، خلال اللقاء، إن المغرب يعرف قفزة نوعية وتطورا ملحوظا في الاستعمالات النووية للتشخيص والعلاج في المجال الطبي. وأضاف في تصريح ل “المغربية” أن “المغرب يتوفر على آليات متطورة جدا، تعد آخر ما توصلت إليه التقنيات النووية الطبية في العالم، مثل جهاز التقسيم المحوري المزدوج مع التقاط أشعة كاما، الذي لا يوجد إلا في الدول المتقدمة”، مشيرا إلى أن هذا الجهاز سيساعد في علاج المصابين بالأورام السرطانية. ودعا ابن الصديق إلى ضرورة تقنين التشخيص بالأجهزة، التي تعمل بالأشعة النووية، لخطورتها، ولما تخلفه من آثار جانبية سلبية في حالة استعمالها بشكل سيء، أو في حالة تعدد الاستعمال. من جهته، قال عبد الحميد المكاوي، مستشار وزير الدولة، امحند العنصر، إن “المغاربة يستعملون التشخيصات الطبية عبر الفحص بالأشعة، لكنهم لا يعون خطورة تلك الأشعة على سلامتهم البدنية”، مشيرا، في تصريح ل”المغربية”، إلى أن الحكومة تتدارس إمكانية سن قانون لإحداث وكالة للسلامة النووية بالمغرب، من أجل التقنين والتقليل من انتشار الإشعاعات النووية المستعملة في الأغراض السلمية، في ميادين كالطب، والجمارك والفلاحة، والمطارات. وأوضح المكاوي أن القانون سيقنن الكمية المستعملة المقبولة من الفحوصات بالأشعة لكل شخص، مبرزا أن من المضاعفات الخطيرة للأشعة النووية المتسربة عبر التشخيصات الطبية ما يؤدي إلى الوفاة، وإتلاف الخلايا، والصبغيات، والإصابة بالسرطان. وأن أكبر المستهدفين بالإصابة هم المهنيون في قطاعات الصحة، والفلاحة، والجمارك، والمطارات، الذين يستعملون أجهزة تعمل بالأشعة في مهنهم. في السياق نفسه، أبرز عبد المجيد شكري، الكاتب العام للجمعية المغربية للوقاية من الأشعة، أن اليوم الدراسي يأتي للتحسيس بدور الوقاية، وتحسيس العاملين في ميادين تستعمل فيها الأشعة بضرورة التكوين على كيفية تجنب الإشعاعات، للحفاظ على صحتهم وصحة المواطنين. واعتبر أن اليوم الدراسي يأتي في إطار انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو اقتصادي، والاستفادة من خبرة المندوبية السامية الفرنسية للطاقة الذرية، من أجل تنمية الوعي باستغلال الكفاءات البشرية لخدمة الوطن. وشارك في أشغال اليوم الدراسي، إضافة إلى جامعة ابن طفيل، المركز النووي المغربي، وأطباء في الصحة العمومية، والخبير الفرنسي، عقلي حمادي.