أعلنت الوكالة الأمريكية للأمن النووي، بمناسبة مرور 15 سنة على بدء التعاون النووي مع المغرب، أنها تباشر مع الحكومة المغربية تنفيذ برنامج شامل للحد من التهديدات عن طريق وضع نظام أمني لمراقبة 9 منشآت في المغرب تستخدم فيها المواد النووية المشعة على نطاق واسع لأغراض مدنية. كما قررت واشنطن قبل مدة قصيرة مساعدة المغرب على إنشاء مركز دولي للتكوين في ميدان العلوم النووية السلمية والتكنولوجيا التطبيقية بالرباط، وسيكون المركز مجالا للتعاون على صعيد شمال إفريقيا لتقاسم أحسن الممارسات في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية. ونقل موقع الوكالة على الأنترنت عن خالد المديوري، المدير العام للمركز الوطني للطاقة والتقنيات والعلوم النووية، قوله إن المغرب يستفيد كثيراً من برنامج التعاون مع السلطات الأمريكية لضمان تدريب جيد وتأهيل للأطر التقنية المغربية، وذلك من خلال العمل عن كثب بين المختبرات والجامعات المغربية مع نظيراتها الأمريكية. وقال المديوري إن السنوات الماضية مكنت من «إرساء علاقات جيدة مع شركائنا، ليس فقط في ميدان التعاون التقني ولكن لبناء شراكة واضحة وصادقة». ووصفت الوكالة، التي أنشأها الكونغرس سنة 2000، برنامج التعاون الأمريكي المغربي ب «الناجح»، والذي يربط منذ 1994 بين مركز المعمورة والمختبر الوطني لورنس ليفرمور، وقال المساعد الرئيس لمدير شؤون الدفاع النووي بالوكالة «كين بيكر» إن المغرب أظهر منذ البداية شفافية في برنامجه النووي، واحترم الالتزامات الدولية في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية. وأضاف أن المغرب «يقدم نموذجا لبرنامج نووي مسؤول»، وهو الذي يستفيد من دعم تقني من الوكالة الدولية للطاقة النووية وفرنسا وبلدان أخرى. وخلال ال 15 سنة الماضية، أجريت في إطار التعاون المغربي الأمريكي أنشطة لتدبير النفايات المشعة، والمراقبة البيئية، وإدارة الطوارئ والعمليات والأبحاث المتعلقة بالمفاعل النووي، ويتعاون الطرفان مع شركاء دوليين لتقوية إجراءات السلامة والأمن في كل مراحل تطوير برنامج نووي، عبر برنامج دولي يتضمن التزامات في المجال التقني لكل الأطراف. وكان المغرب قد وقع مع الولاياتالمتحدةالأمريكية اتفاقية للتعاون السلمي النووي تبعاً للقانون الأمريكي للطاقة النووية الصادر في 1954، والذي يضع أمام الحكومات الأمريكية المتعاقبة شروطا محددة قبل الموافقة على نقل التكنولوجيا النووية السلمية إلى بلدان أخرى. كما انضم المغرب منذ شتنبر 2007 إلى ما يسمى «الشراكة الشاملة للطاقة النووية» وهي مبادرة أمريكية تقدم بها وزير الطاقة الأمريكي صاموييل بودان في فبراير 2006، والهدف منها إحداث إطار للتعاون الدولي في ميدان حصر استعمال الطاقة النووية، ودورة الوقود النووي بغرض التقليل من الهدر الطاقي، ودرء خطر انتشار الأسلحة النووية. يشار إلى أن النشاط الأساسي في مركز المعمورة هو تحضير مواد مشعة تستعمل في عدد من الأغراض الصناعية والعلاجية والفلاحية كعلاج من داء السرطان وتعقيم الدم، والتنقيب عن النفط وتوليد الطاقة الكهربائية عن بعد، والفحص الطبي بالأشعة، والبحث العلمي...