لازالت تداعيات تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي أبدى من خلالها تعاطفه المنحاز لجبهة البوليساريو بحديثه عما أسماه "احتلال الصحراء"، تحصد العديد من المواقف والاحتجاجات ضده، من طرف العديد من الهيئات والجمعيات والفئات الاجتماعية من مختلف المشارب والألوان. وفي هذا الصدد، نظمت جمعية المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، اليوم الأحد، بالرباط، وقفة للتنديد بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، حول الصحراء المغربية، والتي أفضت إلى غضب عارم وسط المغاربة، توجت بمسيرة حاشدة نظمت في مارس المنصرم. وندد المشاركون في هذه الوقفة بالانزلاقات الخطيرة و"اللامسؤولة" التي تضمنتها تصريحات بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، خاصة تصريحاته بخصوص تفهمه لغضب "الشعب الصحراوي"، وانحناءته لما يسمى علم البوليساريو، فضلا عن زيارته لمنطقة بئر لحلو. وعبر في هذا السياق رئيس جمعية المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، أكورا أونج بارفي، في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأبناء، عن رفضه لهذه التصريحات، والتي قال إنها "تسير في اتجاه دعم مسببات الحروب والنزاعات في إفريقيا". وأعرب الناشط ذاته عن رفضه التام التلاعب بقضية الوحدة الترابية للمملكة، مضيفا، باسم المهاجرين الأفارقة الذين يقيمون في مختلف مدن المملكة المغربية بالقول، "نحن هنا من أجل التأكيد على أن السلام والاستقرار قد يكون أغلى كلفة من الغذاء". وأكد رئيس الجمعية أنهم "سيقفون في وجه كل من يحاول إشعال فتيل الحروب والنزاعات في إفريقيا بشكل عام، وبالأخص في المغرب الذي احتضنهم ووفر لهم الأمن والسلم والاستقرار". وأضاف أن استعمال بان كي مون للفظ "احتلال" ينم عن غياب للموضوعية في التعامل مع قضية المغرب الأولى، وخرق لقواعد الحياد التي تخدم السلام عبر العالم، منددا باصطفاف الأمين العام الأممي إلى جانب أطروحات تهدد الأمن والاستقرار في قارة إفريقيا. وردد المتظاهرون، من رجال ونساء وأطفال، والذين رفعوا الأعلام المغربية واللافتات، شعارات من قبيل "الصحراء مغربية"، و"المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها" و"بان كي مون خان المغاربة". وقد عرفت هذه المسيرة مشاركة ممثلي العديد من الجمعيات المغربية، من بينها، على الخصوص، المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، والفدرالية المغربية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بآسفي، وجمعية النورس-فرع ميناء آسفي.