في أجواء طغت عليها التطورات الأخيرة التي تعرفها قضية الصحراء، جرى تكريم الفنان المغربي محمد الغاوي، واحد من رواد الأغنية المغرب، من خلال سهرة "ليلة الوفاء"، التي جرى تسجيلها يوم الخميس، بأستوديو رقم 1، وهو من أقدم استوديوهات الإذاعة الوطنية، وستُبث مساء يوم السبت القادم. البرنامج الذي تعدّه وتقدمه جيهان ماينّة، وتخرجه نوال جعفري، مناسبة فنيّة يستضيف رواد الأغنية المغربية، عرفانا لهم على ما بذلوه من عطاء في سبيل هذه الأغنية وتطويرها. واستُهلّت حلقة "ليلة الوفاء" التي استضافت الفنان محمد الغاوي، بأداء أغنيتين من طرف المحتفى به حول الصحراء، وهما "مغربي من الصحراء" و"صوت الحسن ينادي". "هذا يوم من أسعد أيام حياتي"، يقول الفنان الغاوي، وسط ثلّة من زملائه الفنانين، الذين اعتبر أنّ حضورهم إلى أستوديو رقم 1 بالإذاعة الوطنية، "دليل على أنّ الفنانين المغاربة يدٌ واحدة"، مضيفا أنّ تكريم رواد الأغنية المغربية في برنامج "ليلة الوفاء"، يمثل دعامة وتشجيعا وتحفيزا على مزيد من العطاء. ويعتبر الفنان محمد الغاوي من أبرز رواد الأغنية العصرية المغربية، ظهر نجمه من خلال برنامج "مواهب فنية"، الذي كان يقدمه الراحل عبد النبي الجيراري، والذي كان المنصّة التي انطلق منها عدد من المطربين المغاربة الذين حملوا لواء الأغنية العصرية المغربية. الملحن محمد بلخياط، الذي لحّن مجموعة من أغاني محمد الغاوي، ورفيق دربه منذ بداياتهما في مضمار الفنّ، قال في شهادته عن المحتفى به، "سي محمد رجل المواقف الإنسانية، يقف إلى جانب الفنانين ويؤازرهم، وهو إنسان حركي وديناميكي، يحب الفنّ ولا يدخر جهدا في سبيله". المطرب محمد الغاوي ارتبَط بالإذاعة الوطنية منذ طفولته، حيثُ كانَ من براعم برنامج إدريس العلام "بّا حمدون" وهو ما يزالُ في سنته العاشرة، ثم التحق بمدرسة المواهب للموسيقار الراحل عبد النبي الجيراري، ثمّ أضواء المدينة، قبل أنْ ينضمّ إلى الجوق الوطني، "لذلك فإنّني اليوم أكرَّمُ في بيْتي، لأنني تربّيْت في هذه الدار"، يقول الغاوي. وأردفَ: "هذا التكريم اليوم أعتبره وساما على صدري، ودعامة أساسية من أجل المزيد من العطاء والإبداع، لأنّ الفنّان لا يُقاس عمره الفنّي بعدد سنوات عمره، فما دامَ أنه يُبدع ويُعطي ويُنتج، فهو مستمرّ". وفي شهادةٍ في حقّ الفنّان المُحتفى به في "ليلة الوفاء"، قالَ الملحن أحمد العلوي، إنَّ محمد الغاوي انطلقَ انطلاقة فنّية جيّدة، بمروره من مدرسة الموسيقار الراحل عبد النبي الجيراري، والتي وصفها العلوي ب"المدرسة القويّة جدّا"، مضيفا: "سي محمد الغاوي صنع لنفسه مكانة ضمن عمالة الغناء المغربي، وهُو ما لم يكنْ سهلا في ذلك الوقت". وعنْ رأيه في الأغنية العصرية المغربية في الوقت الراهن، قالَ الغاوي: "هذه الأغنية قيل عنها الشيء الكثير، ولكنها بدأت تنتفض، لأنّ هناك مجموعة من الفنانين الشباب حملوا لواءها، وهي الآن أصبحت منتشرة في العالم العربي، وكثير من فناني الخليج يؤدّونها، وأنا متفائل خيرا بالمستقبل".