خصصت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الأربعاء، أبرز تعاليقها للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة بروكسل، واختطاف الطائرة المصرية، والوضع السياسي بإسبانيا، وانتقاد اعتراض تركيا على عرض فيلم قصير بألمانيا. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بشكل خاص باجتماع الأمينين العامين للحزب الاشتراكي وحزب سيوددانس الذي خصص لبحث إمكانية تشكيل حكومة ثلاثية مع حزب بوديموس. وكتبت (إلباييس) أن زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، عزز تحالفه مع ليبراليي سيوددانس قبل اجتماعه المقرر اليوم الأربعاء بالأمين العام لحزب بوديموس، مذكرة بأن الزعيم الاشتراكي عبر عن استعداده لرئاسة حكومة مكونة من ثلاثة أحزاب. المنحى ذاته سارت عليه (أ بي سي) إذ أوردت أن الحزب الاشتراكي وسيوددانس شددا على أن اتفاقهما صالح للمرحلة المقبلة ويتماشى مع تفاهم محتمل مع بوديموس، مشيرة إلى ان زعيمي الحزبين وصفا هذا الاتفاق بالايجابي ويروم وضع حد للجمود الحالي. أما (لا راثون)، فأشارت إلى أن سيوددانس شدد خلال هذا الاجتماع على أن الاتفاق الثنائي الموقع مع الحزب الاشتراكي يجب أن يكون محور المفاوضات بينه وبين بوديموس بهدف التوصل إلى حل وسط يسمح بتشكيل حكومة قبل انتهاء المدة الدستورية في ثاني مايو المقبل. وفي سياق متصل كتبت (إلموندو) أن سيوددانس رفض فكرة استبعاده من المفاوضات بين الحزب الاشتراكي وحزب بوديموس، مبرزة أهمية الدور الذي يمكن أن يضلع به حزب يمين الوسط خلال الأسابيع المقبلة. وفي ألمانيا ركزت الصحف اهتمامها بالخصوص على الانتقادات التي تعرضت لها تركيا على خلفية اعتراضها على فيلم قصير عرضته قناة "إي ندي إير" التابعة للقناة الأولى للتلفزيون الألماني (أ إير دي) يتضمن أغنية ساخرة تنتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعتبرت انتقادات أنقرة "محاولة للتأثير على حرية الصحافة". فعبرت صحيفة (دي نوي أوسنايبروكر تسايتونغ)، عن اعتقادها أن موقف أنقرة " في غير محله ومناف للواقع " مشيرة إلى أن تركيا التي "تعتقل الصحفيين وتحارب كل الصحف المناهضة للحكومة، تطالب الآن بتقليص حرية الصحافة الألمانية". وأشارت الصحيفة إلى أنه " حتى الحكومة الاتحادية لم تصدر أي رد فعل واضح بل لزمت الصمت ، مما يعطي الانطباع أكثر بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي تعرضا لابتزاز أنقرة لإعادة اللاجئين مع اتفاق تركيا ". من جهتها كتبت صحيفة (دي هيلبرونر شتيمه)، أن أنقرة أمام اختبار صعب لأن "الخط الذي يسير عليه الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان وحرية الصحافة صارم، مما قد يهدد عدم تنفيذ الاتفاق المبرم بين أوروبا وتركيا" مشيرة إلى أن "التحدي كبير، لكن أيضا سيكون صعبا معالجة قضايا اللاجئين من دون شريك كبير بمضيق البوسفور". أما صحيفة (دي فيستفاليشن ناغخيشتن)، فعبرت عن قلقها من رد فعل أنقرة على الشريط الذي تم بثه في قناة ألمانية معتبرة أن موقفها كان "مبالغا فيه" لأن الشريط وفق، الصحيفة، "لا يؤذي بأي شيء الرئيس التركي طيب أوردوغان". صحيفة (دي راينبفالتس) عبرت عن قلقها من هذا الخلاف الذي تراه قد يعطل ما تم الاتفاق عليه بين ألمانيا وتركيا، ويعرقل إدخال الاتفاقيات التي تم إبرامها مؤخرا مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، ومعالجة عدد من القضايا الحساسة. وفي بلجيكا واصلت الصحف تعليقها على الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة بروكسل. وركزت (لاديرنيير أور) على الاختلالات على مستوى مراقبة المقاتلين الأجانب الذي عادوا من سوريا، مؤكدة على أنه وأمام عدم إمكانية الاطلاع على اللائحة السرية، فإن شرطة القرب عاجزة على مراقبة هؤلاء الأشخاص. وذكرت على أنه " وبعد أربعة أشهر على اعتداءات باريس وثمانية أيام على اعتداءات بروكسل، فإن شرطة القرب، التي تعمل بمنطقة بروكسل، يجهلون أسماء وعناوين عشرات المقاتلين الذين عادوا واستقروا في الأحياء التي كان من المفروض أن تكون تحت مراقبة الشرطة". وأشارت (لوسوار) إلى الجدل القائم بين فرنساوبلجيكا حول جماعة (مولنبيك) ببروكسل المتهمة بكونها القاعدة الخلفية للإرهاب، وكذا عدد من الجماعات في فرنسا، داعية إلى التساؤل حول المشاكل التي جعلت بعض المناطق في بلجيكا قاعدة للجهاديين. وفي هولندا واصلت الصحف اهتمامها بتطورات الهجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية الأسبوع الماضي. وكتبت (دي فولكس كرانت) تحت عنوان "بلجيكاوهولندا لم تتقاسما معلومات مكتب التحقيقات الفدرالي حول الأخوين البكراوي" أن الشرطة الاتحادية البلجيكية نفت أن تكون السلطات الهولندية قد تقاسمت معها معلومات مكتب التحقيقات الفدرالي حول الأخوين البكراوي، ومشتبين فيهما في تفجيرات الأسبوع الماضي ببروكسل. من جهتها قالت صحيفة (إن إر سي) إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل هذه المعلومات إلى السلطات الهولندية في 16 مارس، قبل ستة أيام من الهجمات التي استهدفت مطار زافينتيم ومحطة مترو ملانبيك ببروكسل، مشيرة الى ان الوزير الهولندي قال إنه أرسل المعلومات يوم 17 مارس إلى البلجيكيين. وفي سياق متصل أوردت (أ دي) أن فان ستور قدم لمجلس النواب إجوبة على أزيد من 160 سؤالا حول ترحيل إبراهيم البكراوي من تركيا إلى هولندا في يوليوز الماضي، مضيفة أن المسؤول الهولندي أشار إلى رسالة بسيطة من السلطات التركية لا تتضمن معلومات أساسية بدلا من مكالمة هاتفية كما جرت به العادة في مثل هذه الظروف. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف باختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية، أمس الثلاثاء، والتي كانت تربط بي الإسكندرية والقاهرة، مشيرة إلى أنها أجبرت على الهبوط في قبرص من قبل مصري كان قد طلب اللجوء. وكتبت (ايل تيمبو) أن الخاطف، وهو مصري يدعى سيف الدين مصطفى، طالب بإحضار زوجته القبرصية السابقة، التي أنجب معها عددا من الأطفال، إلى المطار لتسليمه الوثائق، مشيرة إلى أن هذا الحادث جاء بعد أسبوع فقط من تفجيرات بروكسل. من جهتها قالت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) إنها "عملية اختطاف سريالية"، مشيرة إلى أن الخاطف المصري لم يتردد في معانقة أحد "الرهائن" بل وطلب من إحدى مضيفات الطائرة التقاط صورة لهما. أما (لا ريبوبليكا) فنقلت شهادات بعض الركاب الإيطاليين الذين كانوا على متن الطائرة المختطفة، وقال أحدهم إن "الرجل كان هادئا"، وأنه أفرج عن جميع الركاب باستثناء خمسة أوروبيين، مشيرة إلى أن تفتيش أظهر أن الخاطف لم تكن بحوزته متفجرات. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بتدابير البنك المركزي البريطاني التي أثرت على الرهون العقارية، وبنية مجموعة تاتا ستيل بيع مصانعها في المملكة المتحدة بسبب المنافسة الشديدة والصعوبات المالية. وعادت (التايمز) لقرار بنك انجلترا تشديد قواعده بخصوص الرساميل الخاصة بسبب المخاطر المرتبطة باستفتاء 23 يونيو حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن "الاستفتاء ايشكل أهم خطر على الاستقرار المالي على المدى القصير"، بحسب البنك البريطاني. من جهتها، أوردت (ديلي تلغراف) التفسيرات التي قدمها البنك المركزي البريطاني لتشديد القواعد على القروض العقارية، لاسيما فيما يتعلق بقرض شراء العقارات للإيجار، إذ تم رفع نسبة هذه القروض من 0,5 إلى 5,5 بالمائة. أما صحيفة (الغارديان)، فعادت لتخطيط مجموعة الصلب الهندية تاتا ستيل بيع مصانعها في بريطانيا، وهي خطوة قد تهدد آلاف مناصب الشغل وتوجه ضربة للقطاع، مشيرة إلى أن تاتا تأسف لتدهور الظروف بالمملكة المتحدة وفي باقي أوروبا بسبب الإنتاج العالمي المفرط، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقلب أسعار العملات. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالوضع السياسي في البرازيل حيث ركزت (لوفيغارو) على تخلي حزب الوسط لنائب الرئيس ميشيل تيمير عن رئيسة البلاد ديلما روسيف بعدما كان يشكل حليفها الأساسي. وأشارت الجريدة إلى أن حزب الوسط خرج من التحالف الحكومي وهو ما قد يسرع سقوط روسيف. أما (ليبيراسيون) فقد اعتبرت أن ديلما روسيف فقدت شعبيتها وتعاني من العزلة وتؤدي ثمن ركود اقتصادي وكذا فضيحة الفساد في شركة (بيترو براس) البترولية الوطنية. في السويد، كتبت (ايكسبريسن) أنه بعد استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر، فإنه من المهم أن تعمل المجموعة الدولية على إطلاق مسلسل سلام واسع بسوريا . وحسب كاتب الافتتاحية، فإنه "من الضروري أن ينخرط العالم في عملية المصالحة في سوريا والعراق، على الأقل كما فعل حتى الآن على أرض المعركة " . وقال "إذا كنا نشعر بالارتياح لطرد الجهاديين من لؤلؤة الصحراء السورية، فإنه تجب الإشارة إلى المناورات التكتيكية لبشار الأسد، في الوقت الذي تتعثر فيه محادثات السلام بين المعارضة والنظام في جنيف بسبب مسألة رحيل الرئيس السوري". وأضاف "يمكننا أن نخشى أيضا أن يرسم الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه الإيرانيون خريطة جديدة للشرق الأوسط" ، مشيرا إلى أن وفد دمشق المشارك في المفاوضات بين الأطراف السورية سيكون أكثر ثقة وأكثر حزما في المستقبل، وأن مثل هذه الآفاق ستؤدي إلى بروز شكل آخر للعنف الهمجي ل"داعش". من جانبها أبرزت اليومية النرويجية (افتينبوستن) أن استعادة تدمر، بعد عشرة أشهر من السيطرة عليها من قبل تنظيم (داعش)، هي قبل كل شيء علامة على قوة موسكو في الشرق الأوسط. وأضافت أن القوة العسكرية الروسية سمحت للجيش السوري بتحقيق انتصارات بينما كان في ورطة في الصيف الماضي، مشيرة إلى أنه يبدو أن القوات الحكومية السورية تسعى إلى مواصلة تقدمها نحو معاقل أخرى لتنظيم (داعش) الإرهابي. وفي فنلندا أشارت يومية (كاليفا) إلى أن السلام في البوسنة لا يزال هشا للغاية وذلك عقب إدانة الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش . وأبرزت أن "البوسنة تعيش في الوقت الراهن على إيقاع توقف الاقتتال منذ التوقيع على معاهدة السلام عام 1995 ، ولكن السلام لا يزال هشا للغاية"، مشيرة إلى أن حكم المحكمة يمكن اعتباره أحد الأحكام القصوى الصادرة في حق مجرمي الحرب منذ قضية نورمبورغ التي رفعتها القوى المتحالفة ضد القادة الألمان بعد الحرب العالمية الثانية. وشددت الجريدة على أنه " من المهم جدا أن يتم تقديم الجناة إلى العدالة، حتى وإن تحقق ذلك بعد مرور عدة سنوات " . ووفقا للصحيفة، فإن "نسبة المشاركة في الانتخابات والتزام المجتمع المدني مسألتان حاسمتان بالنسبة للبوسنة لكي لا تغرق مجددا في دوامة العنف "، مضيفة أنه يتعين على أروبا دعم القوى الواعية بمسؤولياتها.