ركزت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتماماتها حول عدد من القضايا أهمها الجهود الدولية والإقليمية لمحاولة التوصل إلى حل للأزمتين السورية واليمنية، والقضية الفلسطينية، والمؤتمر الخامس لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وكذا مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. في مصر كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "مهام عاجلة أمام الحكومة" أنه مع استعداد حكومة شريف إسماعيل، لتقديم برنامجها إلى مجلس النواب بعد غد، وعقب التعديل الوزاري الذي شمل تعيين عشر وزراء جدد، ينبغي أن تولي الحكومة اهتماما كبيرا بالمهام العاجلة التي تنتظرها الآن. وأشارت إلى أن أولى تلك المهام، استعادة ثقة المواطن المصري بالاهتمام بتوفير احتياجاته الأساسية، والسيطرة على الأسعار، وتحسين الأحوال المعيشية، والتصدي لأي مظاهر فساد، والحد من الإنفاق العام في الأمور غير الضرورية، بالإضافة إلى إيلاء أهمية خاصة للوضع الاقتصادي بالعمل على دعم وتشجيع الاستثمارات الخاصة، وكذا جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية بتبسيط الإجراءات وتهيئة المناخ اللازم وبيئة الأعمال. وفي ذات السياق، أكدت صحيفة (الجمهورية) أن التعديل الوزاري يأتي قبل ساعات من استعداد الحكومة لإلقاء برنامجها أمام مجلس النواب بعد مراجعة شاملة لعناصره ومهام الوزارات المختلفة، على قاعدة العمل التنفيذي المشترك، والتخلص من البيروقراطية والروتين والمركزية، وتهيئة المناخ للبرلمان للاطلاع على برنامج متكامل للعمل الوطني. واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "التعديل الوزاري.. ومهام المرحلة"، أن هؤلاء الوزراء الجدد أمامهم مهام محددة يتقدمها التصدي للفساد المالي والإداري، وتنشيط الاقتصاد والاستثمار بقرارات مستنيرة وخطوات محددة تظهر ملامحها مع الموازنة الجديدة للدولة أول يوليوز القادم، واجتياز الامتحان الأساسي في خفض عجز الموازنة وزيادة الإيرادات السيادية من الضرائب والجمارك، وتأهيل الشركات العامة وتنشيط هياكلها الإنتاجية. وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (الوفد) لمؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء الذي تختتم أشغاله اليوم بشرم الشيخ المصرية، مبرزة في هذا الصدد الحديث عن إحياء التعاون العسكري والأمني لمواجهة الوضع الحالي، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب. وأشارت الصحيفة في مقال لأحد كتابها إلى أن هذه الفكرة من شأنها المساهمة كثيرا في تتبع العناصر الإرهابية في البلدان الافريقية والعربية، وهو ما يمكن الأجهزة الأمنية من القبض عليهم حين انتقالها من بلد لآخر، لكن، يضيف كاتب المقال، أن الاكتفاء في الوضع الحالي بمركز لتبادل المعلومات الأمنية بين الدول الأعضاء غير حاسم في القضاء على الجماعات الإرهابية التي انتشرت في القارة والمنطقة، والمفترض التفكير بشكل جاد في إنشاء قوة مشتركة لمحاربة هذه الجماعات. وفي قطر ، أكدت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها ، أن وثيقة مبادئ الحل السياسي التي عرضها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بخصوص حل الأزمة السورية "لن تكون ذات جدوى ما لم تحدد موقفا واضحا من مسألة ذهاب الأسد ونظامه لأنه أساس الأزمة"، مضيفة أن المطلوب التأكيد والتمسك بتشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة باعتبار ذلك المدخل الأساسي لحل الأزمة في سوريا. ومن هذا المنطلق ، شددت الصحيفة على أن الجولة القادمة للمفاوضات والتي ستبدأ كما أعلن المبعوث الدولي في الأسبوع الثاني من الشهر المقبل، "يجب أن تبحث هذه المسائل بشكل جاد وأن ذلك مرهون بالضغط على النظام الذي وضح للجميع أنه يسعى للمراوغة وشراء الزمن، وأن على المجتمع الدولي أن يõدرك أن التوصل لحل سياسي في سوريا لن يتم دون ضغط روسي على النظام السوري." على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن إعلان مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية عن دعم محادثات إحلال السلام التي ترعاها الأممالمتحدة حول اليمن، المزمع عقدها في الكويت الشهر المقبل، "جاء تأكيدا للرغبة الخليجية والعربية في إحداث انفراج سياسي للأزمة، من خلال الجلوس على مائدة التفاوض للخروج بحل شامل ونهائي لهذا الملف المتفجر منذ سنوات". وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن تلك المواقف الخليجية والعربية "تبرهن بحق قوة الحاجة إلى الحفاظ على سيادة اليمن ووحدة أراضيه، ومساندة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ومؤسسات اليمن الراسخة، حتى لا تتحلل الدولة إلى كيانات عرقية وطائفية"، مبرزة أن الموافقة الجماعية على وقف أعمال القتال في العاشر من أبريل المقبل ، "تعكس قناعة الداخل والخارج بأن طريق الحرب لن يفضي إلى نتيجة حتمية، ولا مناص من إنهاء الحرب إلا بالتفاوض والمباحثات السلمية المباشرة." وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن تكلل جهود المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بالنجاح مبدئيا، حيث ضمن موافقة الإنقلابيين المشاركة في الجولة المقبلة من المحادثات في الكويت 18 إبريل. وأوضحت الافتتاحية أنه في الجولة المقبلة لم تتغير المعادلة الميدانية كثيرا بخصوص معركة صنعاء، إلا أن التقديرات تشير أن الهزيمة النفسية تشكل أكبر عامل تغير بين الجولتين الماضية والمقبلة. وأبرزت الصحيفة أنه "يبدو أن الانقلابيين باتوا على قناعة بأن النهاية باتت وشيكة مع الاستنزاف الهائل لقوتهم، مقابل تعزيز كبير لقوات الشرعية" مضيفة أن وعي الحوثيين بالهزيمة يشكل " نقطة إيجابية في تقديم الحل السياسي الذي يعد غاية التحالف العربي، مع ضرورة اقتناعهم أن تنفيذهم القرار 2216، يضمن لهم فرصة المشاركة السياسية في مستقبل اليمن". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يعد يتوقع "نقلة في عملية السلام" في الصراع القائم في الشرق الأوسط خلال الباقي من ولايته. وأشارت الصحيفة إلى أن الحل الذي يراه أوباما يقوم على مبدأ قيام الدولتين، وإدارته ما زالت تزعم أنها تؤمن بأن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ولذلك، فهي تسعى لكي لا تضيع احتمالات الوصول إلى هذا الحل. واعتبرت الافتتاحية أن اعتراف أوباما بالإخفاق يتضمن أمرين، الأول، أن يجرد الإخفاق من أسبابه، وكأنه بدون سبب، وليس من أحد مسؤول عنه " وهذه مراوغة أفضل من الكذب بوضع المسؤولية على الفلسطينيين ، كما اعتاد المسؤولون الأمريكيون على تحميلهم كل تعثر". أما الأمر الآخر، تضيف الصحيفة، فهو الإيحاء بأن حل الدولتين ممكن، وهذا يعني الإغراء بمزيد من المفاوضات، وهذه مسألة تدعم " ما يريده نتنياهو الذي يدعي بأنه يسعى للمفاوضات ، والفلسطينيون لا يرغبون بها". وخلصت الافتتاحية إلى أن "المفاوضات كانت غطاء لانتهاكات الكيان الصهيوني للقرارات الدولية، وللقضاء على إمكانية حل الدولتين. وهذا أمر لا تدركه الإدارة الأمريكية فحسب وإنما ساهمت فيه. وهي الآن من خلال رئيسها تحاول خداع العالم بأن إمكانية المضي في حل الدولتين ما زالت قائمة حتى في ظل المستوطنات". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إنه حين تم طرح قضايا الجواز الموحد أو العملة الموحدة أو بعض المشاريع المتعلقة بالاقتصاد المشترك بدول مجلس التعاون الخليجي، كان حينها لابد من أن تكون لهذه الطموحات برامج زمنية محددة، مشيرة إلى أنه لو تحرك المجلس وفق هذه البرامج لكان قد وصل إلى مراحل متقدمة في ما يتعلق بالتعاون والتنسيق الكامل حول قضايا مهمة للغاية. وأكدت الصحيفة أنه ما لم تبن كل هذه المقدمات في هذه المرحلة، سيكون من الصعب الحديث عن بقية التحديات الكبرى في عصر "لابد أن نستوعبه وندخل فيه بقوة حتى لا نظل كهامش في صخب المتغيرات الإقليمية والدولية"، مبرزة أن ذلك ما يجب أن يسعى إليه مجلس التعاون الخليجي ويستوعبه على عجل، "فالوقت كالسيف إن لم تقطعه فإنه سوف يقضي على آمال وطموحات ست دول تمتلك من خيرات التغيير الكثير، والقرار الأخير بيدها". وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الأيام) أن تصريح قائد ميليشيات (أنصار حزب الله)، الجنرال الإيراني سعيد قاسمي، الذي دعا فيه إلى "احتلال البحرين وضمها إلى إيران"، غارق في العبث بأمن منطقة الخليج العربي واستقرارها، وماس بطريقة استفزازية بكرامة مواطني مملكة البحرين، مشيرة إلى أن ما يضفي على هذا التصريح الخطورة هو أن صاحبه يعد واحدا من قياديي (الحرس الثوري). وأكدت الصحيفة أن "إيران لم تتورع قط عن إظهار نواياها التوسعية، وظل الحلم ببناء إمبراطورية يراود هؤلاء وأولئك والذين من قبلهم، ولن نصدم إن كرره من سوف يأتي من بعدهم"، موضحة أن إيران الحالمة تاريخيا بالتوسع خصت بأطماعها بعض دول مجلس التعاون قبل تأسيسه وخصوصا البحرين، ومن بعد نشأة هذا المجلس اتجهت بأنظارها إلى "ضم الدول العربية إلى أجندتها آحادا، وبعد أن استفحل غرورها راحت تتحدث عنهم جماعات (..)".