"فين مّا مْشيت كيْعيطولي عزِّي"، هكذا اشتكى، بتذمر، مهاجر إفريقي شاب من الوصف الذي ينعته به مغاربة عند خروجه إلى الشارع، ضمن وصْلة تَحسيسية حول موضوع العنصرية بالمغرب، أعدتها جمعية "الأيادي المتضامنة" بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التمييز العنصري، الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة. بملامح منقبضة، أعرب المتحدث عن ألمه من التوصيف الذي يطلقه عليه البعض، ليتابع آخر، "لا أعلم لم يرفضون أن أكتري منزلا بقربهم"، وتؤكد أخرى "حتى أصحاب سيارات الأجرة يرفضون التوقف ليقلوك نحو الوجهة التي تريدها، فقط لأنك أسودا". "كلما أردت كراء منزل يرفضون ذلك بدعوى أنني سوداء، يظنون أنني لن أؤدي واجب الكراء"، وتستطرد شابة أخرى: "لما أكون في الشارع، يتهرب مني والناس"، وتابعت: "ينادونني عزّْيَّة، وتعني القردة السوداء. أنا لست قردة، أنا إنسانة مثلهم. عليهم التوقف عن مناداتي بهذا الوصف". أحد المهاجرين الأفارقة قال، ضمن شريط الفيديو، "لونك الأسود يعني بالنسبة لهم أنك عبد"، وأضاف متسائلا: "لماذا تكرَهوننا، فقط لأننا ذوو بشرة سوداء، الأمر لا يستوي (...) لسنا حيوانات، نحن بشر مثلكم". مسؤولو الجمعية دَعَوا المغاربة إلى التوقف عن التعامل أو التلفظ بكلام عنصري، مشيرين إلى أن الغرض من الحملة التحسيسية هو تنبيه المجتمع المغربي إلى موضوع العنصرية من أجل التصدي له وتكثيف الجهود للقضاء عليه. أحمد خليفة، منسق المشاريع بجمعية "الأيادي المتضامنة"، أفاد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الحملة تأتي في إطار برنامج "إعمال حقوق المهاجرين"، بتعاون مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، موضحا أن الفكرة جاءت بناء على الشِّكايات التي تتوصل بها الجمعية والتي تتضمن أفعالا وأقوالا جد عنصرية، وفق تعبيره. وأكد خليفة أن عددا كبيرا من المهاجرين الأفارقة لا يستطيعون الالتزام بمواعيدهم بسبب سيارات الأجرة التي ترفض أن تقلهم، وهو المشكل المنتشر في مدينة تطوان، بالإضافة إلى النعوت التحقيرية والقدحية، مؤكدا أن المشاركات جاءت عفوية من طرف المهاجرين الأفارقة، حيث عبّر كل واحد منهم عن معاناته الخاصة. "لا تَنسوا أن 10 بالمائة من المغاربة يعيشون بالخارج، وكما نريد لهم أن يعاملوا معاملة طيبة في ديار المهجر، يجب أن نعامل المهاجرين على أرض المغرب معاملة طيبة تتماشى مع ثقافتنا وتربيتنا وتعاليم ديننا"، يقول أحمد خليفة.