الخميس 20 مارس 2014 - 09:00 في سابقة هي الأولى من نوعها، تعتزم فعاليات حقوقية إطلاق حملة وطنية ضد العنصرية بالمغرب، تحت شعار "ما سميتيش عزي"، وذلك ابتداء من 21 مارس الجاري، تزامنا مع تخليد العديد من البلدان لليوم العالمي لمناهضة العنصرية بمختلف مظاهرها وتجلياتها داخل المجتمع. وأطلق تجمع "أوراق للجميع" "papiers pour tous"، والذي تأسس في سياق قرار المغرب تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين جنوب صحراويين بالمملكة، هذه الحملة المناوئة للعنصرية تحت شعار "je ne m'appelle pas azzi" بهدف محاولة تحسيس المجتمع بمدى أهمية محاربة العنصرية حتى على مستوى الألفاظ والخطاب، فضلا عن الممارسة والسلوك. وكلمة "عزي" هو وصف دارج بين العديد من المغاربة ينعتون بواسطته في الغالب مواطنين من إفريقيا جنوب الصحراء، أو حتى مواطنين مغاربة لهم بشرة سوداء، حيث يعتبرها البعض سبة وشتيمة لا تليق، بينما يراها البعض الآخر مجرد نعت لا يُقصد به الإيذاء. وعزا القائمون على هذه الحملة التي ينشطها حقوقيون ومثقفون ورياضيون، وتدوم شهرين كاملين، إطلاق "ما سميتيش عزي" إلى الرغبة في خلخلة المفاهيم السائدة عند البعض في المجتمع بخصوص المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الإفريقية، والذين ينعتون ب"عزاوة"، في إشارة قدحية إلى وجودهم داخل المجتمع. وقال عدي ليهي، رئيس المكتب المركزي لجمعية أفريكا، في تصريحات لهسبريس، إن "جمعيته كانت منذ بداية تأسيسها من الأوائل الذين دعوا إلى مناهضة العنصرية في المجتمع المغربي"، مبرزا أنهم "في الجمعية كانوا كثيرا ما ينعتون بأنهم هم من يثيرون العنصرية بمواقفهم ونقاشاتهم". وتابع ليهي بأنه "بعد ذلك بدأ المغاربة تدريجيا يدركون الربط بين العنصرية والتنمية، حيث إن صاحب مقاولة مثلا إذا ما كلف أحدا من أقاربه على أساس النسب أو القرابة دون الاعتماد على الكفاءة، فإن مقاولته ستذهب حتما في اتجاه الخسارة والهاوية" وفق تعبيره. ولاحظ المتحدث ذاته بأن مجموعة من الحقوقيين الذين ينشطون في قضايا الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري أو غيرها من المواضيع الحقوقية الكبرى، يعتري التناقض بعضا من سلوكياتهم عندما تتسم بشيء من العنصرية بمجرد التعامل مع ذوي البشرة السوداء". وبالعودة إلى حملة "ماسميتيش عزي"، أفاد ليهي بأن "هذه الحملة خطوة تحسيسية مهمة، غير أنه لا يتعين التوقف فقط عند النضال الحقوقي ضد عنصرية اللون، بل يجب أن يتعداها إلى العنصرية التي تطال الجنس واللغة والدين والعرق وغيرها من أشكال العنصرية". وشدد الناشط الحقوقي ذاته على "ضرورة أن تكون مثل هذه الحملة يومية كسلوك اعتيادي في الشارع ومقرات العمل وداخل البيت، ووسط الأصدقاء وفي العلاقات الخارجية، حتى يصبح الإنسان ديمقراطيا قولا وفعلا، وليس فقط حملة موسمية تنطلق وتنتهي في أيام" على حد تعبيره.