قدم ينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، النموذج التنموي لمدينة الداخلة والأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من منتدى "كرانس مونتانا"، الذي تحتضنه الداخلة هذه السنة للمرة الثانية على التوالي. وتحدث الخطاط أمام عدد من المسؤولين الأجانب عن مكانة الجهوية بالمغرب، حيث أكد أن نهج المغرب لسياسة الجهوية الموسعة ليس مرحلة ظرفية وإنما هو عمل مستمر، مضيفا أن المغرب نهج هذه السياسة منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فيما قام الملك محمد السادس بلورتها، وجعلها في صلب المخططات والأوراش الكبرى بالمغرب. وأكد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب أن السياسة المغربية تمت ترجمتها على مستوى تدابير اقتصادية وجباية من أجل الانفتاح على البلدان الإفريقية، خاصة بعد أن تم وضع الإطار القانوني للجهوية الموسعة. المتحدث شدد على أن المغرب يعي بشكل جيد أهمية التعاون جنوب جنوب، وهو يعمل من أجل ذلك على أن يكون صلة وصل بين العالم الأوروبي والقارة الإفريقية، مستشهدا بما ورد في إحدى خطب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أكد على امتداد المغرب في القارتين الأوروبية والإفريقية، ودوره في التقريب بين القارتين من خلال الاستفادة من موقعه الجغرافي. نموذج واعد واستعرض ينجا الخطاط، ضمن مداخلته، اليوم السبت، النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة لهذه الأقاليم، حيث شدد على أن هذا النموذج يهدف إلى وضع سياسة جهوية رشيدة، وتطوير الروابط الجهوية والبرية والبحرية لمدينة الداخلة، من أجل الانفتاح على دول الجوار، خاصة الإفريقية منها، والعمل على تطوير المبادلات التجارية فيما بينها. واستشهد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب بخطاب الملك، الذي أكد على أن المغرب اختار نهج الجهوية الموسعة قي إطار الوحدة الترابية للمملكة، تقوم على تبني عدد من الإصلاحات، وتثمين موارد الجهات وتقريب النمو فيما بينها، بالإضافة إلى التركيز على خلق مناصب للشغل والمحافظة على البيئة. وفي الوقت الذي استحضر فيه ينجا الخطاط عددا من التوصيات التي وردت في تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول الصحراء، شدد على أن هذه التوصيات تضع الرؤية من أجل تدبير المجال الترابي عبر الساكنة المحلية في إطار ديمقراطي وحكامة جيدة. الخطاط أكد أن المخرج الوحيد لحل معضلة النزاع حول الصحراء، هو تنزيل الجهوية الموسعة، والحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، "والمغرب حينما يقدم مثل هذا المقترح، فإنه يقول للعالم إننا في الموعد وعندما نلتزم بشيء نطبقه على أرض الواقع"، على حد تعبير رئيس جهة الداخلة وادي الذهب. إفريقيا تبحث عن فرصتها وزير العلاقات الخارجية في الحكومة الكاميرونية، أدموم كارموم، شدد، هو الآخر، على أهمية تطوير التعاون بين دول الجنوب، مؤكدا أن هذا التعاون يلعب دورا مهما في التنمية المحلية، ويدفع بالقارة الإفريقية إلى الأمام، ويدعم التضامن فيما بينها، ويساهم في تطوير اتفاقيات الشراكة بين مختلف الدول. وأكد الوزير الكاميروني أن بلاده تولي أهمية خاصة للتعاون مع دول الجنوب، حيث أبرز أن الكاميرون تتوفر على عدد من الفرص الاستثمارية "الثمينة"، على حد تعبيره، مضيفا أن أمام المستثمرين عددا من الامتيازات، خاصة في مجال إنتاج الكهرباء الذي تحتل فيه الكاميرون المركز الثاني بعد الكونغو في القارة الإفريقية. وتابع المتحدث ذاته أن بلاده لا تتمتع فقط بموارد طبيعية، بل أيضا "بحكامة اقتصادية نتيجة الثقة المتبادلة والحوار بين القطاعين العام والخاص"، إذ أطلقت مجموعة من المشاريع هي في طور الإنجاز، وستجعل مجال الاستثمار ملائما بشكل أكبر في مجالات النقل وتحسين السكك الحديدية والطرق، بالإضافة إلى تطوير السدود لتوفير الطاقة.