في غمرة التوتر الذي طال العلاقات بين المغرب ومنظمة الأممالمتحدة في شخص أمينها العام، بان كي مون، بسبب تصريحاته الأخيرة بشأن "احتلال الصحراء"، وانحنائه أمام "علم" البوليساريو، أكد الملك محمد السادس تمسكه بتحويل الصحراء إلى "جنة اقتصادية" بإفريقيا. وأبدى العاهل المغربي، في ثنايا رسالته التي وجهها اليوم إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا لمدينة الداخلة، عزمه على دفع أقاليم المغرب الجنوبية إلى أن تلعب دورها الكامل "كقطب اقتصادي إفريقي، وجسرا يربط أوروبا بمنطقتي المغرب العربي والساحل". وأكد الجالس على عرش المملكة أن اختيار مدينة الداخلة مرة أخرى، لاحتضان هذا اللقاء، غني بالدلالات، "فهو يؤسس لانبثاق رؤى جديدة للصحراء المغربية، كأرض للتلاقي، وفضاء للمبادلات الإنسانية والتجارية، ولتبادل ما راكمه الشمال والجنوب، عبر تاريخهما من معارف". الرسالة الملكية، التي تلاها رئيس جهة الداخلة واد الذهب، ينجا الخطاط، أوردت بأن المخطط التنموي أصبح اليوم "حقيقة ملموسة"، وأضافت "أعطينا خلال زيارتنا الأخيرة للصحراء الانطلاقة لعدد من الأوراق التنموية الكبرى وفاء بالتزامنا تجاه مواطنينا في أقاليمنا الجنوبية". ولفت الملك محمد السادس، الذي يتواجد حاليا في زيارة عمل وصداقة إلى روسيا، إلى أن الأمر يتعلق بأقطاب اقتصادية تنافسية قادرة على الرفع من معدلات النمو، وخلق فرص للشغل لفائدة شباب الأقاليم الصحراوية، وتثمين البعد الثقافي، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحماية البيئة". وفي سرده لعدد من المخططات الواردة في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، أكد الملك أن هذه الأقطاب أيضا ستساهم في تدعيم القطاعات المنتجة كالفلاحة والتصدي البحري والسياحة البيئية، وتعزيز شبكات الربط البري والجوي والبحري بين الأقاليم الجنوبية وباقي جهات المملكة من جهة، ومع الدول الإفريقية من جهة أخرى. وعرج العاهل المغربي على الجانب الاجتماعي، في النموذج التنموي الجديد، مؤكدا بأنه حظى باهتمام خاص، من خلال إطلاق مجموعة من المشاريع الرامية للرفع من جودة التعليم والخدمات الصحية والبنيات السوسيو اقتصادية. وتابع الملك بأن المغرب حرص على أن يتزامن إطلاق المشاريع المهيكلة مع بداية العمل بالجهوية المتقدمة، وكذا غداة الانتخابات الجهوية الأخيرة التي أفرزت مؤسسات منتخبة بالاقتراع المباشر، وتتمتع بصلاحيات دستورية وقانونية مهمة، وكذا موارد مالية وبشرية خاصة بها".