قال عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو)، إنّ الممارسين للعنف والتطرف والإرهاب باسم الإسلام بعيدون كل البُعد عن ثقافة الدين الإسلامي وتعاليمه وهدْيه. التويجري قال في الكلمة الافتتاحية في الاجتماع الثالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الذي انطلقت أشغاله صباح اليوم بالرباط، إنّ "الفكر المتطرّف وما يستتبعه من عنف وإرهاب، لا يشكل خطرا على السلم والاستقرار في بلدان العالم الإسلامي فحسب، بل في العالم أجمع". وشدّد الأمين العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على "أهمّية دور إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي في التصدي للفكر المتطرف، خاصة في أوساط الشباب"، مشيرا إلى أن "اجتماع الرباط يدخل في إطار الجهود المبذولة لتطوير وسائل الإعلام في المنطقة، وخاصة إذاعات القرآن الكريم". ويناقش الاجتماع الثالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الذي يحضره مسؤولو إذاعات وعلماء من عدد من الدول الإسلامية، (يناقش) موضوع سُبُل تفعيل دور العمل الإذاعي في مواجهة التطرّف والغلوّ، ونشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال. وقال التويجري في هذا السياق إن "اختيار موضوع مواجهة التطرّف والغُلو ونشر ثقافة الحوار والوسطية يأتي استجابة لضرورة تجديد الخطاب الديني، قصْد تطوير العقول ودحض الشبهات ومحاربة نزعات التطرّف، في ظلّ تنامي الخطاب المتطرف في بلدان العالم الإسلامي وما يفرزه من أعمال عنف وإرهاب". ويعوّل المشاركون في اجتماع الرباط على إذاعات القرآن الكريم لتكون منبرا للتصدّي للفكر المتطرّف، خاصّة أنها تُعتبر من وسائل الإعلام التقليدية الأكثر متابعة وانتشارا، وهو ما يؤكّد -يقول المدير العام للإيسيسكو- أن دور هذه الإذاعات "بالغ الأهمية وشديد التأثير، ويستدعي جعل خطابها مبنيا على أسس الوسطية والاعتدال". واعتبر التويجري أنّ الظرفية التي تمرّ منها دول العالم الإسلامي "حرجة"، مضيفا: "ما تشهده البلدان العربية والإسلامية من اضطراب لا يطمئن، والنفوس تتطلع إلى كتاب الله لنقتبس منه ما يبدد الظلمات ويهدي إلى سواء السبيل"، داعيا إلى أن تكون إذاعات القرآن الكريم مساهمة في "تعزيز الوحدة الثقافية ونشر القيم المثلى للإسلام التي تتصدى للتنطع والتشنج".