دعا وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول اتحاد المغرب العربي، أول امس الاثنين في نواكشوط إلى إنشاء مجمع مغاربي للفقه المالكي ودار مغاربية للحديث الشريف وقناة فضائية مغاربية متخصصة في الشؤون الدينية، وطبع مصحف مغاربي برواية ورش وآخر برواية قالون والتكفل بتوزيعهما مجانا، والاعتناء بالمدن المغاربية ذات الإشعاع التاريخي والعلمي والقيام بتوأمتها وإحداث جائزة مغاربية لحفظ وتجويد القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه المالكي والسيرة النبوية العطرة. واتفق الوزراء في بيان أصدروه في ختام أشغال اجتماعهم المنعقد تحت شعار «الإسلام السني المعتدل ودوره في التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية»، على أن منبع الإرهاب وأصله هو الجهل والتطرف والغلو، وأن الوسيلة المثلى للقضاء عليه تتمثل في دحض مرجعياته وتجفيف منابعه، من خلال تحصين المجتمع بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، بالمفاهيم الوجيهة للدين الإسلامي الحنيف وتغذيتهم روحيا بالعقيدة الصحيحة والفكر والثقافة النابعين من المنهج السني الوسطي المعتدل. وفي هذا السياق شددوا على على ضرورة التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية عبر التشبث بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية بوصفهما قاسمين مشتركين للبلدان المغاربية الخمسة. ودعا الوزراء، إلى إبراز صورة الإسلام الحقيقية كدين رسالة سماوية تحمل قيما إنسانية وحضارية للناس كافة، وما يميز المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية من وسطية واعتدال ونبذ للتطرف والغلو والعنف بكل أصنافه وأشكاله. وألح الوزراء على أهمية نشر الثقافة والوعي الديني الصحيحين انطلاقا من تاريخ المنطقة وتراثها المتأصلين في المذهب السني، وتوضيح خطورة الغلو والتطرف على عقيدة الفرد وسلوكه، ومن ثم على السلم الاجتماعي واستقرار المجتمع، داعين إلى تنظيم ندوة فكرية سنوية في إحدى دول الاتحاد حول المذهب المالكي تؤثثها ثلة من العلماء والمفكرين. وفي كلمته في أشغال الاجتماع قال وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن النموذج المغربي في ما يخص الشأن الديني مبني على الوسطية والاعتدال ومناهضة الغلو والتطرف ويستجيب لحاجيات الأمة الروحية. وأكد التوفيق على أهمية دور العلماء في تنوير الرأي العام وقيامهم بإرشاد وتأطير وتأهيل أئمة المساج معتبرا إياهم «عدولا موكل إليهم دفع الغلو والتطرف بكل أشكاله، ذلك أن الدواء الشافي هم العلماء». وتحدث الوزير أيضا عن أهمية نشر الوعي الديني والرقي بالخطاب الديني وتأهيل التعليم بالمدارس العتيقة، وإدماجه في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وآفاق خريجيها.