خصصت صحف أوروبا الصادرة اليوم الخميس، أبرز تعاليقها لمجموعة من المواضيع من أبرزها مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه ألاثنين الماضي ببروكسل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق الهجرة فضلا عن مواضيع وطنية متفرقة. ففي إسبانيا خصصت الصحف حيزا كبيرا للأزمة التي يعيشها حزب بوديموس الصاعد (أقصى اليسار)، بعد الاستقالات العديدة داخل فرعه بجهة مدريد. وهكذا كتبت (إلباييس) تحت عنوان "سلسلة من الاستقالات تفاقم أزمة حزب بوديموس" أن فرع هذا الحزب المتطرف بمدريد طلب من الأمين العام بابلو إغلسياس عدم المشاركة في المفاوضات حول تشكيل الحكومة وذلك بغية الضغط لإجراء انتخابات جديدة. من جهتها، أوضحت (إلموندو) أن مناضلي بوديموس المقربين من سكرتير الحزب المكلف بالشؤون السياسية، انيغو إريخون، يسعون لإضعاف بابلو إغلسياس، مضيفة أن الأمر يتعلق ب"صراع على السلطة" بين تياري إريخون وإغلسياس. وفي سياق متصل كتبت صحيفة (لا راثون) تحت عنوان "ضربة لإغلسياس .. أزيد من 80 استقالة داخل حزب بوديموس" في إشارة إلى سلسلة الاستقالات التي عرفها فرع هذا الحزب اليساري المتطرف الصاعد بجهة مدريد. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت أن خلفيات هذه الاستقالات لها صلة بمؤاخذات إريخون للأمين العام لحزب بوديموس بابلو إغلسياس لوقفه الاتصالات مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. وفي ألمانيا ركزت معظم الصحف في تعليقاتها على إغلاق الحدود بدول البلقان أو ما أصبح يسمى " طريق البلقان" في وجه اللاجئين التي انتقدتها المستشارة أنغيلا ميركل وحذرت من عواقبها. صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن "الحكومة الاتحادية الألمانية تسعى إلى الحد من عدد طالبي اللجوء بشكل واضح وتدعو لذلك من عدة أشهر، وهي استراتيجية تضم عنصرين أساسيين: أو التعاون مع تركيا في إدارة الحدود الخارجية ثم توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل عادل، وهذا ربما أصبح قريب المنال". وأضافت الصحيفة أنه منذ بضعة أسابيع ودول البلقان تحاول تحت قيادة النمسا أن تنفذ استراتيجية مختلفة ظهرت بوادرها بعد بضعة أيام إذ تباطأ تدفق عدد اللاجئين . من جهتها، ترى صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعليقها، أن إغلاق الطريق التقليدية للبلقان مثير للشفقة كما لو كان قرارا من أجل "إنتاج صور مثيرة للإعجاب" بعد أن تم استنفاذ كل العقبات لتعزيز بؤس الناس. وعبرت الصحيفة عن قلقلها من وضعية اللاجئين المحاصرين في حدود دول البلقان والذين يفوق عددهم 14 ألف شخص جميعهم يجهلون مصريهم ومصير أطفالهم مؤكدة على أن هناك حاجة ملحة للحصول على إجابات. أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن)، فاعتبرت أن قرار إغلاق دول أوروبية لحدودها، فذلك يعني أن بلدانا مثل النمساوسلوفينيا وكرواتيا لديها مشاكل عدة لم تحل بعد بخصوص تدفق اللاجئين. وفق صحيفة (راين تسايتونغ)، فإن الأمر يبدو غير واقعي الاعتقاد بأن الأشخاص اليائسين من المناطق الفقيرة أو مناطق الحرب لن يسعوا إلى الحصول على مساعدات من العصابات الإجرامية لتهريب البشر وإيجاد طرق بديلة للهجرة. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن الطريق الساحلية الايطالية ستكون هدفا لتهريب البشر مرة أخرى مشيرة إلى أن مسلسل تحطم القوارب التي تحاول العبور إلى لامبيدوزا، ثم غرق العابرين في البحر الأبيض المتوسط سيعود من جديد. وفي بلجيكا، توقعت (لوسوار) فشل مشروع الاتفاق الموقع الإثنين الماضي ببروكسل بين البلدان ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول تدبير أزمة الهجرة. وأوضحت أنه "ليس من الخطأ الاعتقاد أن الاتفاق الذي سيمكن من إرسال جميع المهاجرين الذي وصلوا إلى اليونان نحو تركيا، لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع". وأشارت إلى أن الاتفاق الأوروبي التركي يعطي صورة مؤسفة لأوروبا وقادتها، المستعدين للتخلص من المهاجرين بأي ثمن. من جانبها، سلطت الضوء على ردود فعل النواب الأوروبيين على هذا المشروع، مؤكدة أن " المجموعات السياسية تتهم البلدان الثمانية والعشرين بالخضوع لأنقرة". وفي سويسرا، وتحت عنوان " إغلاق الطريق نحو البلقان في وجه المهاجرين "، كتبت (لوطون) أن إغلاق طريق البلقان بعد قرار سلوفينيا عدم السماح للاجئين بعبور اراضيها، يعمق من الأزمة الإنسانية في اليونان. وقالت "يبدو أن حلا شاملا ممكنا، لكن دون تقديم أي تنازل من قبل بروكسل حول موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي". من جانبها، ركزت (لا تريبون دو جنيف) على الانتقادات الشديدة الموجهة للاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والذي ينص على استعادة أنقرة لجميع المهاجرين الذين وصولوا إلى أوروبا عبر أراضيها مقابل مساعدة إنسانية مكثفة. واعتبرت أن "الاتفاق مع أنقرة خطوة ضرورية لكن لا يمكن اختزالها في مجرد عملية مساومة على حساب اللاجئين، فحقوق الإنسان وحرية التعبير غير قابلة للتفاوض". أما (24 أور) فتساءلت إذا ما كانت بروكسل قادرة على تحمل الإجراءات الهادفة إلى جعل المرور عبر الطريق الذي اتخذه 850 ألف مهاجر في 2015 لبلوغ أوروبا الشمالية، مستحيلا. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بإدانة العدالة لمرتكبي سرقة شركة هاتون غاردن اللندنية، وإغلاق حدود مقدونيا، وتزايد عدد المستخدمين البريطانيين في إطار "صفر ساعة عقود"، وهي ميزة تتفرد بها المملكة المتحدة. وعادت (الغارديان) للأحكام بالسجن ما بين سبع سنوات وسنتين في حق مرتكبي السطو على شركة هاتون غاردن، مشيرة إلى أن اللصوص الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 49 و75 سنة استغلوا عطلة أعياد الفصح للقيام بسرقة القرن ونهب 72 خزينة (ذهب وفضة وماس ومجوهرات). أما (الديلي تلغراف) فنقلت قرار مقدونيا إغلاق حدودها في وجه المهاجرين، والسماح فقط لمن يتوفرون على جواز سفر وتأشيرة بدخول أراضيها، مشيرة إلى أن سلوفينيا وكرواتيا وصربيا اتخذت الإجراء نفسه، وهو ما يعني إغلاق طريق البلقان، الذي سلكه السنة الماضية أزيد من مليون شخص يرغبون في الوصول لألمانيا أو النمسا. (الاندبندنت) أوردت أن عدد المستخدمين البريطانيين زاد بنحو 15 بالمائة في 2015 وذلك بموجب عقد "صفر ساعة"، خاصة في قطاع الفندقة، والوجبات السريعة، والخدمات، مشيرة إلى أن هذا النوع من العقود لا يتطلب من صاحب العمل تحديد زمن أدنى للعمل، وفي المقابل المستخدم غير ملزم بقبول ساعات العمل التي تقترح عليه. وفي هولندا اهتمت الصحف بالجريمة البشعة التي هزت الثلاثاء الماضي أمستردام في إطار تصفية الحسابات بين العصابات المتنافسة المتخصصة في تهريب المخدرات. وعادت صحيفة (إن إر سي)، تحت عنوان "حرب موركو .. جريمة بشعة"، لاكتشاف الشرطة لرأس مقطوعة لشخص يشتبه في انتمائه لمافيا المخدرات المحلية قرب المكان الذي عثر فيه على جثته داخل سيارة متفحمة، متسائلة عن أسباب هذه الجريمة البشعة التي تأتي في إطار حلقة جديدة من ما تصفه وسائل الاعلام المحلية ب"حرب موركو". من جهتها أشارت (دي فولكس كرانت) إلى المخاوف من أن تؤدي هذه الجريمة الجديدة إلى تصاعد العنف، ونقلت عن ماريجين رايتر، الكاتب والصحفي ومؤلف كتاب عن" لا موكرو مافيا"، قوله "لا أريد التكهن بشأن العواقب، لكني أخشى حدوث الأسوأ، وأن الشيء الوحيد المؤكد، هو أن هذه الحرب لا زالت طويلة". وفي سياق متصل أوردت صحيفة (أ دي) أن رئيس بلدية أمستردام، الذي عبر عن صدمته بهذه الجريمة، قرر إغلاق المقهى الذي ارتكبت بالقرب منه هذه الجريمة البشعة على اعتبار أنها كانت مسرحا لعدد من عمليات تصفية الحسابات في الماضي، مشيرة إلى أن آخرها تعود إلى سنة 2014. وفي فرنسا انتقدت صحيفة (لوموند) فشل الحكومات المتعاقبة في البلاد في تطبيق الوعود المتعلقة بخفض استعمال المبيدات في البلاد، مضيفة ان الاحصائيات الاخيرة لوزارة الفلاحة تبرهن على ارتفاع جديد في استعمال المواد الواقية للنباتات داخل التراب الفرنسي. واشارت الصحيفة الى غياب اي قيود لتجنب استعمال هذه المواد ، فضلا عن عدم فعالية التدابير البيداغوجية التي تراهن على حسن نية الفاعلين في مجال الكيماويات الزراعية . من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالتظاهرات التي نظمت الاربعاء في كافة انحاء فرنسا تقريبا ضد مشروع اصلاح مدونة الشغل، معتبرة ان النجاح النسبي للتظاهرة الطلابية ضد هذا المشروع، دقت ناقوس الخطر في اذان الحكومة . في نفس الموضوع قالت صحيفة (لوفيغارو) ان التعبئة لم تكن في مستوى آمال زعماء اليسار المعارضين للاصلاح على الرغم من اهتمام وسائل الاعلام بالاراء المعارضة لهذا الاصلاح. ودعت الصحيفة الرئيس فرانسوا هولاند الى عدم الخضوع ، وان يواصل بالتالي سيره بحزم على طريق الاصلاح. في السويد، كتبت صحيفة (اكسبريسن) أن القمة الأوروبية التي انعقدت مؤخرا ببروكسيل تؤكد وجود انقسام حاد داخل أوروبا، ما يعزز سياسة المصالح بدلا من إيجاد حل مشترك لقضية اللاجئين، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي اتجه نحو تركيا من أجل إغلاق أبوابها أمام اللاجئين. وبحسب الصحيفة، فإن قضية مشروعية وجدوى مثل هذا الإجراء تطرح نفسها مجددا خاصة أن المفاوضات بين الطرفين تسير في الاتجاه الصحيح. وقالت إن بعض تفاصيل الاتفاق قد تحتاج للمراجعة، لكن الاتجاه العام للمفاوضات يسير بشكل جيد، داعية إلى ضرورة توقيف تهريب اللاجئين غير الشرعيين والحد من الفوضى في الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الحالي، والذي لن تستفيد منه سوى التنظيمات الإجرامية، قد يتسبب في وقوع ضحايا جدد للمهربين. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (هلسنكن سانومات) الفنلندية أن تركيا لم تكن أقوى مما هي عليه الآن في علاقتها مع أوروبا الضعيفة والمنقسمة، مبرزة أنه في الوقت الذي وصل فيه القادة الأوروبيون إلى بروكسل وهم يحملون عرضا لحل أزمة اللاجئين، كانت تركيا أول من طرح أوراقا جديدة على طاولة المفاوضات. وشددت الصحيفة على أن جميع بلدان أوروبا تتطلع للتخلص من مشكل اللاجئين وتعتبر تركيا ملاذها الوحيد، مشيرة إلى أن الاتفاق المبدئي بين تركيا والاتحاد الأوروبي يروم إعادة جميع المهاجرين الموجودين حاليا في اليونان إلى تركيا، بما في ذلك طالبي اللجوء السوريين. وبحسب هذه الصحيفة، الواسعة الانتشار، فإن الاتفاق لا يهدف فقط إلى الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا، بل أيضا لتبادل المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان، مبرزة أن الاتحاد يهدف، من خلال ذلك، إلى إرسال إشارة قوية للاجئين الذين يعتزمون الذهاب إلى المنطقة بأنه ستعترضهم العديد من الإجراءات المتشددة. ومن جانبها، أشارت صحيفة (في غي) النرويجية إلى إغلاق طريق الهجرة عبر البلقان، في ظل وجود محاولات للسيطرة الكاملة من قبل الاتحاد الأوروبي وتركيا على بحر إيجا، مبرزة أن هناك طرقا بديلة قد يسلكها المهاجرون للوصول إلى القارة الأوروبية. واعتبرت الصحيفة أن بلغاريا، التي تتوفر على حدود بطول 260 كيلومترا مع تركيا، متخوفة من التدفق المتزايد للاجئين، وأنها توجد حاليا تحت الضغط، مضيفة أنها أرسلت الآلاف من رجال الشرطة من أجل خلق سياج من الأسلاك الشائكة بمساعدة الجيش. وأكدت أنه على الرغم من كون بلدان البلقان أغلقت طرقها المؤدية إلى أوروبا الغربية والشمال، فإن للمهربين خططا بديلة للوصول إلى وجهاتهم بالقارة العجوز. وتتوقع الصحيفة ارتفاع وتيرة توافد اللاجئين إلى المنطقة قادمين، على الخصوص، من ليبيا حينما يصبح بحر إيجا أكثر هدوءا خلال فصل الصيف، معتبرة أن الطريق البحري هو البديل الذي قد يتبعه المهاجرون مستقبلا.