خصصت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم أبرز تعاليقها للقمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول إدارة أزمة الهجرة، والهجوم الإرهابي الذي استهدف أول أمس الأحد مدينة بن قردان التونسية، والجمود السياسي في إسبانيا. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بقرار الملك فيليبي السادس عدم بدء مشاوارت جديدة "في الوقت الراهن" مع قادة الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان حول تشكيل الحكومة المقبلة، بعد فشل تنصيب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز. وهكذا كتبت (لاراثون)، تحت عنوان "الملك أما جمود تام"، أن العاهل الإسباني يأمل، من خلال هذا القرار، في أن تأخذ الأحزاب زمام المبادرة، مشيرة إلى أن رسالة الملك كانت واضحة ومفادها أن على لأحزاب التفاوض فيما بينها لإخراج إسبانيا من المأزق السياسي الحالي. من جهتها أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "الملك يترك مزيدا من الوقت للأحزاب للتفاوض"، أنه يمكن للعاهل الإسباني إجراء مشاورات جديد للدعوة إلى انتخابات جديدة، إذا ما لاحظ أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق. وفي سياق متصل لاحظت (أ بي سي) أن العاهل الإسباني ينتظر أن تأخذ الأحزاب زمام المبادرة لفك الجمود السياسي والنجاح في تنصيب رئيس للحكومة، مشيرة إلى أن إمكانية إجراء مشاورات جديدة مع الأحزاب السياسية تبقى مفتوحة. أما (إلموندو) فذكرت تحت عنوان "الملك يدفع الأحزاب للتفاوض" أن العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس يؤيد الحوار بين الأحزاب والتفاوض بينها من أجل تشكيل الحكومة المقبلة وإخراج البلاد من الجمود السياسي الذي تعيشه. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على الانتخابات البلدية في ولاية هيسن التي أجريت أول أمس الأحد وحصل فيها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي على نسبة أكثر من 10 في المائة من المقاعد في بعض المناطق بالولاية. واعتبرت صحيفة (راينفالتز) نتائج هذه الانتخابات "بمثابة إشارات تحذيرية لكن يمكن أن تكون مفيدة" مضيفة أنه "على قادة الائتلاف الحاكم بعد هذه النتائج ألا يغلقوا آذانهم، وألا يتغاضوا عن تقبل ظاهرة حزب البديل من أجل ألمانيا، وليس اعتباره كحادث عرضي، ويتعين عليهم أيضا التفكير في الأسباب المتعلقة أساسا بسخط الناخبين عن أداء الائتلاف الحاكم". أما صحيفة (فولكشتيمة)، فلفتت الانتباه إلى الإقبال الضعيف للمشاركة في هذه الانتخابات منتقدة الاحزاب التقليدية التي، في اعتبار الصحيفة، بدأت تفقد شيئا فشيئا الناخبين ولم تعد قادرة على الوصول إليهم وإقناعهم مما جعلها في وضع صعب. صحيفة (نوين رور/ نوين راين تسايتونغ)، اعتبرت أن نجاح الأحزاب اليمينية الشعبوية لم يكن تعمر طويلا في الماضي في المشهد السياسي إذ أثبتت كل التجارب التي سجلت في هذا الاطار عجزها على الاستمرار. وترى الصحيفة أنه إذا تم التغلب على أزمة اللاجئين التي تواجه على خلفيتها أحزاب الائتلاف الحاكم انتقادات، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا، سيكون من الصعب عليه إيجاد مواضيع جديدة لتكون سببا لصعوده. وفق صحيفة (فليسبورغر تاغبلات)، فإن "هناك شيئا ما غير واضح، خاصة وأن حزب البديل من أجل ألمانيا، ارتكب العديد من الأخطاء في الأسابيع القليلة الماضية، وهي أخطاء كان من المفروض ألا يحرز على اثرها هذه النتائج". وفي بلجيكا، أشارت (لاليبر بلجيك) إلى أن الأوروبيين حاولوا، أمس، الاتفاق على خطة جديدة مع تركيا، مضيفة أن إغلاق طريق البلقان تعكس السياسة العقلانية التي يسعى الأوروبيون لتطبيقها لتسوية ملف اللاجئين. وأضافت أن تركيا، ووعيا منها بضعف موقف الاتحاد الأوروبي، رفعت من مزايداتها في هذا الملف. وفي السياق ذاته، ذكرت (لاديرنيير أور) أنه و " أمام أوروبيين منقسمين، رفعت تركيا من مزايداتها أمس مطالبة بثلاث مليارات أورو كمساعدات إضافية من الاتحاد مقابل الالتزام بالعودة المكثفة للمهاجرين الذي وصلوا للأراضي الأوروبية. من جانبها، اهتمت (لوسوار) بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن غردان التونسية، مشيرة إلى أن تنامي العنف جاء نتيجة لتشديد الضغط العسكري على قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا. وأضافت أن " ليبيا تبقى ممزقة بالصراعات القبلية، كما أن تنظيم داعش عزز من تواجده داخل البلاد. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالتهديد الإرهابي الذي تواجهه المملكة المتحدة، وقرار البنك المركزي البريطاني ضخ مزيد من الأموال مع قرب استفتاء 23 يونيو حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتقنين استهلاك القنب الهندي. وهكذا عادت (الغارديان) للتحذير الذي أطلقه نائب رئيس شرطة سكوتلاند يارد، مارك رولي، الذي حذر من احتمال وقوع هجمات جديدة "مذهلة" تنفذها مجموعة "داعش" الإرهابية التي عبرت عن رغبتها في ضرب "نمط العيش الغربي". أما صحيفة (ديلي تلغراف) فأشارت إلى قرار البنك المركزي البريطاني منح قروض إضافية للبنوك البريطانية قبل 23 يونيو المقبل تاريخ إجراء الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وفي سياق آخر أوردت (الاندبندنت) نتائج دراسة دعت السلطات البريطانية للحذو حذو بعض الولاياتالأمريكية التي قننت استهلاك القنب الهندي لأغراض طبية أو ترفيهية، وهو ما سيسمح للدولة بتوفير أزيد من مليار أورو سنويا، فضلا عن الجوانب الإيجابية لمثل هذا القرار. وفي فرنسا تساءلت صحيفة (لوموند) عما اذا كانت اروبا الوسطى ما بعد الشيوعية بصدد الخروج من النموذج الديموقراطي الليبرالي الغربي، بعد صعود اليمين القومي المتطرف في بعض بلدان المنطقة، وانهيار الاحزاب الديموقراطية المسيحية التقليدية. واضافت الصحيفة انه من المبكر جدا ان يتم بشكل واضح تحديد بروز نموذج سياسي ليبرالي بالشرق ، مشيرة الى ان الحكومات السيادية بهذه المنطقة تشترك في رفض التعددية الثقافية، حيث تتخذ المسافة احيانا من خلال قيم ديموقراطية متجذرة في باقي المنطقة الاروبية. من جهتها خصصت صحيفة (ليبراسيون) تعليقها للاصلاح المثير للجدل لمدونة الشغل بفرنسا، معتبرة ان الاصلاح الوحيد لسوق العمل لن يحل مشكل البطالة وان النمو الاخضر هو ما سيحدد عدد مناصب الشغل. من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى مشكل تدفق المهاجرين واللاجئين الى اروبا، معتبرة ان الاتحاد الاروبي اعتمد استراتيجيات حماية واغلاق الابواب. في السويد، اعتبرت صحيفة (اكسبريسن) أن قمة بلدان الاتحاد الأوروبي ليوم أمس كرست، على الخصوص، انتصار الاستراتيجية التي دعت إليها منذ أشهر دول شرق الاتحاد لصالح تركيا على حساب اليونان. وقالت هذه الصحيفة السويدية إن تشدد الكتلة الشرقية أثار حفيظة أثينا التي حذرت من أن عدد المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على أراضيها قد يواجهون أخطارا مضاعفة إذا لم تعتمد بروكسيل سياسة مشتركة. وأضافت أنه تم خلال "قمة الفرصة الأخيرة"، التي خصصت للهجرة، اعتماد وجهة النظر التي تدافع عنها دول الشرق والبلقان، والداعية إلى إغلاق الحدود ورفض قبول اللاجئين. واعتبرت الصحيفة أن هذه الإجراءات المشددة، التي تتعلق أساسا بطالبي اللجوء المنحدرين من العراق وإريتريا وأفغانستان، تثير تحفظات العديد من المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة، وهي تحفظات تشكك في مدى احترام القانون الدولي في هذا المجال. وفي فنلندا، كتبت صحيفة (هلسنكن سانومات) أن القادة الأوروبيين ظهروا، خلال قمة أمس، أكثر تفاهما مع تركيا بخصوص وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا الغربية. وأشارت الصحيفة، الواسعة الانتشار، إلى أن الأوروبيين يريدون، ومهما كلف الأمر، الحد من وصول الآلاف من اللاجئين أسبوعيا إلى الساحل اليوناني. وأضافت أنه في مقابل الالتزام بقبول عودة مكثفة للمهاجرين الملتحقين بالاتحاد الأوروبي إلى أراضيها، رفعت أنقرة سقف انتظاراتها من الاتحاد الأوروبي بطلب ثلاثة ملايير أورو كمساعدة إضافية لفائدة نحو 2.7 مليون لاجئ سوري في البلاد، وإلغاء تأشيرات الدخول على المواطنين الأتراك، وإطلاق مسلسل الاندماج مع الاتحاد الأوروبي. ورأت الصحيفة أن مخطط العمل الموقع بين أنقرة وبروكسل في نونبر الماضي ظل إلى غاية الآن حبرا على ورق، مشيرة إلى أن تدفق اللاجئين على الحدود لا يزال مستمرا. وفي النرويج، رأت صحيفة (كلاسيكامبن) بدورها في اجتماع بروكسيل الأخير مع تركيا محاولة لإيجاد حل أوروبي مشترك للحد من تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز. واعتبرت الصحيفة أنه حتى قبل عقد الاجتماع كان يسود توافق حول مشروع لتشديد الإجراءات تجاه اللاجئين من خلال إغلاق طريق البلقان الذي يعد الطريق الرئيسي الذي يسلكه اللاجئون للوصول إلى غرب أوروبا وشمالها. وسجلت أن لهذا الإغلاق عواقب سلبية على اللاجئين وأنه سيكون على الأشخاص الممنوعين سلك طرق أخرى أكثر خطورة، قد تعرض الكثيرين منهم للخطر. وفي السياق ذاته، لاحظت أنه بعد إغلاق مقدونيا لحدودها تجمع العديد من اللاجئين على الحدود مع اليونان ما خلق أزمة حقيقية لهذا البلد تنضاف إلى أزماته الداخلية، مثيرة الانتباه إلى أن من شأن خطة الاتحاد الأوروبي الجديدة أن تجعل اليونان معزولة عن بقية بلدان أوروبا.