انتقدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، اتجاه الدولة إلى التخلي عن التعليم باعتباره خدمة عمومية وتحويله إلى سلعة خاصة، ما يحرم فئات واسعة من الفقراء والمهمشين من الحصول على تعليم جيد، حيث تكون المرأة هي الضحية الأولى لهذه السياسات الحكومية". ونبهت منيب، في محاضرة لها نظمها اليوم الثلاثاء فرع الحزب الاشتراكي الموحد بهولندا، إلى وضعية المرأة المغربية خاصة في ظل السياسات الحكومية الراهنة، فضلا عن الوضع المادي للمرأة عموما، وخاصة المرأة العاملة التي تشتغل في ظروف صعبة ومزرية" وفق تعبيرها. وتناولت القيادية اليسارية تأثيرات الوضع السياسي والأمني والحقوقي، وتداعياته السوسيو اقتصادية على المرأة المغربية، إذ إنه مع كل تراجع تعرفه بلادنا تكون المرأة فيه الطرف الأكثر تأثرا"، منتقدة سيادة ما وصفته بالثقافة النكوصية التي تحتقر كرامة المرأة، ولا تنظر إليها باعتبارها إنسانا كامل الأهلية". وعرج حديث زعيمة حزب "الشمعة" على موضوع مدونة الأسرة، وقالت إن حصيلة الحركات النسائية بالمغرب غير مرضية، حيث ما يزال زواج القاصرات والعنف ضد النساء منتشرين في البلاد، مما يستدعي من المرأة المغربية أن تعي أهمية مشاركتها السياسية". ودعت منيب إلى "النضال من أجل بناء نظام ديمقراطي في المغرب، يضمن تعميم التعليم والمعرفة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، واستفادة الجميع منها، وفي مقدمتهم المرأة، مبرزة أن "هذا لن يتأتى إلا بتغييرات عميقة تمس البنيان السياسي والدستوري للمغرب، لتنقله إلى ملكية برلمانية ديمقراطية مثل هولندا". وتطرقت منيب إلى وضعية المرأة المغربية المهاجرة في ظل تراجع هولندا على اتفاقيات ثنائية مع المغرب، كملف الأرامل اللواتي كن ضحية سوء تدبير هذا الملف، أو إهماله من طرف السلطات المغربية"، داعية الحكومة إلى صياغة إستراتيجية واضحة للدفاع عن مصالح المهاجرات المغربيات في هذا الملف". وأفردت المتحدثة حيزا لقضية الصحراء، حيث ربطتها بالوضع السياسي العام للمنطقة، وكذلك بالسياسات الاقتصادية للسلطة المغربية القائمة على الريع وحمايته"، وفق تعبيرها، قبل أن تجيب على بعض أسئلة ومداخلات الحاضرين في القاعة، والذين كان من بينهم صحراويون مقيمون بهولندا. وانتقلت محاضرة القيادية اليسارية إلى "الدور الذي تلعبه المرأة العربية رغم غياب الديمقراطية، وسيادة أنظمة الاستبداد والفساد، من جهة، ومواجهة مخاطر الإرهاب المعولم الذي يستهدف المرأة مثلما يستهدف استقرار المجتمعات العربية وتطلعها للتحرر من الديكتاتورية والتبعية لمراكز القرار الرأسمالي الدولي". وكان اللقاء ذاته مناسبة أيضا لتكريم الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، وتقديم شهادة مثيرة للكاتبة السورية اللاجئة إلى هولندا، ماجدولين الرفاعي، بسبب الحرب في بلادها منذ سنة 2013 ، قبل إلقائها لقصيدة مؤثرة تفاعل معها الجمهور الحاضر. وقدمت فاطمة الزاوي عضو بالمجلس الوطني لحزب الاشتراكي الموحد، وعضو في مجلس بلدي بإيطاليا، معاناة المرأة المغربية المقيمة في إيطاليا، خاصة فيما يتعلق بعدم تفعيل ضوابط مدونة الأسرة، وتداخل ذلك مع انتشار الأمية، وعدم إلمام مجموعة من النساء المهاجرات بلغة بلد الهجرة.