قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، "إن تحقيق مبادئ التكافؤ والمساواة بين الرجل والمرأة شرط أساسي لبناء دولة حديثة وديمقراطية". وأكدت السيدة منيب، أول امرأة تتقلد منصب الأمينة العامة لحزب سياسي في المغرب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، أن "دستور 2011 كرس مبادئ المساواة بين الجنسين، كما نص على إنشاء الهيئة العليا للمساواة ومكافحة جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ما يستوجب بلورة هذه الجهود لتحديد ووضع الآليات الكفيلة بضمان التكافؤ والمساواة بين الجنسين". وأوضحت السيدة منيب أن "المسار الديمقراطي لا يكتمل بدون نساء"، داعية إلى "تعزيز تمثيلية المرأة في الهيئات السياسية من أجل مواكبة الجهود المبذولة والمساهمة في الدفع بالبلاد على الصعيد الديمقراطي وعلى أصعدة عدة". وفي سياق ذي صلة، شددت السيدة منيب على "ضرورة اعتماد مقاربة شاملة تضمن تكافؤ الفرص في ما يتعلق بولوج المرأة لمناصب القرار والمسؤولية، وتعزيز تمكينها اجتماعيا واقتصاديا"، معتبرة أن "المرأة لا تزال تعاني في بعض مناطق المغرب من المشاكل الاجتماعية والبطالة والفقر والأمية وانعدام الأمن". ودعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد إلى "بذل مزيد من الجهد لمكافحة التمييز الذي يطال المرأة بالعالم القروي بشكل خاص، وهو ما يمكن أن يتأتى بوضع سياسات فعالة تروم تقليص ومحاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية". وبخصوص تجربتها كأول امرأة تتزعم حزبا سياسيا في المغرب منذ انتخابها في 15 يناير 2012، أبرزت السيدة منيب أن "انتخابها كان حدثا مفاجئا عزز توجه الحزب الذي يضع كفاءاته في الواجهة، وليس حزبا للوساطة والمحسوبية"، مشيرة إلى أن "المنصب هو مسؤولية ملقاة على عاتقها، خاصة في الجانب المتعلق بوضع تصور لإقامة مشروع مجتمعي شامل". وأضافت المتحدثة أن "قيادة حزب سياسي ليس غاية في حد ذاته"، مؤكدة أن "هذه المسؤولية دفعتها إلى القيام بأبحاث في مختلف المجالات وتعميق معارفها حول مختلف القضايا، وذلك بهدف إيجاد الطريقة الفضلى للدفاع عن برنامج الحزب وعن حمولته الإيديولوجية في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية". وبالعودة إلى أبرز المحطات التي ميزت مسارها السياسي، قالت السيدة منيب "إن بداياتها كانت مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة محمد الخامس بالرباط، قبل ن تنخرط في منظمة العمل الشعبي الديمقراطي (الحزب الاشتراكي الموحد) حاليا، والذي يضم تحالفا مكونا من خمسة أحزاب يسارية، كما توقفت عند المهام التي أوكلت لها ضمن لجنة الأبحاث والدراسات والعلاقات الدولية لسنوات، إلى جانب (الرفاق) بالمنظمة والحزب في نفس الآن". إلى ذلك، استحضرت السيدة منيب تجربة الاستحقاقات الانتخابية لسنوات 1997 و2007 و2015، والتي أعطتها دفعة قوية للانخراط بشكل أكبر في عالم السياسة، والسير قدما نحو الدفاع عن مطالب الفئات الاجتماعية المهمشة ومحاربة مسببات الفقر والعوز الاجتماعي. وأكدت السيدة منيب أن "الفضل في ولعها بالسياسية يعود لوالدها الذي وجهها نحو تكوين وعي سياسي في مرحلة الشباب، من أجل إيجاد أجوبة لمختلف القضايا واكتشاف مختلف التوجهات السياسية لاختيار الأنسب والأقرب إلى قناعاتها وميولاتها". وأضافت الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد، والأستاذة بكلية الآداب عيب الشق بمدينة الدارالبيضاء، والأم لثلاثة أبناء، "أن التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية ليس بالأمر الهين"، مشيرة إلى أن "المرأة المغربية تعاني من ضغوطات شتى، في مجتمع لا يضمن توزيعا عادلا للمهام بين الرجل والمرأة التي يقتصر دورها عند البعض على تربية الأطفال والأعمال المنزلية". ولم تفت السيدة منيب الفرصة للتأكيد على أن "النساء اللائي يتقلدن مناصب المسؤولية، ملزمات بالتضحية في الكثير من الأحيان، في سبيل إيلاء اهتمام متوازن لأسرهن ومشاريعهن المهنية"، مشددة على "ضرورة تدبير محكم للوقت، باعتباره عاملا مهما يحدد نجاح المرأة السياسية في التوفيق بين حياتها الشخصية والمهنية من عدمه".