قالت هْنّو وْمَارُوش إن نساء منطقتها بتيلمي مازلن يعشن في ظروف مُزرية، مؤكدة أنهن مازلن إلى حد الساعة يتركن فراشهن قبل الفجر بكثير، ويقصدن الخلاء لجمع الحطب وكلأ البهائم، بعضهن يستعن بالبهائم، وكثير منهن يحملن ما جمعنه على ظهورهن. هْنّو، التي ترأس جمعية المرأة الجبلية بتيلمي، بإقليم تنغير، أردفت في اتصال بهسبريس بأن "النساء الجبليات بمنطقة امسمرير وتيلمي يعانين كثيرا، ومازلن يعشن على وقع تخلّف حقيقي، فهن إلى حد السّاعة يَضعن مَواليدهن في الخلاء، وخلف الأغنام، مثلهن مثل إناث الماعز"؛ مضيفة: "قبل أسبوعين وضعت سيدة في دوار أيت إعزا بتيلمي مولودها في حظيرة مواشيها، بعدما باغتها المخاض بمجرد عودتها من رعي الأغنام". هنّو، المرأة الجرّيئة المعروفة بالجنوب الشرقي، زادت قائلة: "ليست الصحة وحدها ما ينقص المرأة الجبلية، باعتبار غياب المستشفيات في المنطقة، بل التعليم أيضا، فمدرستنا دون مدير، وإعداديتنا دون مدير ودون مقتصد، ولولا أن المعلّمين والأساتذة بمنطقتي يحكمون ضميرهم لضاع مستقبل تلاميذنا، أما التلميذات فأغلبهن يترك مقاعد الدراسة في الثالثة إعدادي، بسبب غياب النقل المدرسي، وبُعد الثانوية". وأضافت: "انقطعت هذه السنة 21 فتاة، وأضطر كل مساء إلى السير قرابة 3 كيلومترات لملاقاة ابنة أخي، رفقة عشر فتيات أخريات، وآتي رفقتهن إلى المنزل، خوفا من أن يصيبهن مكروه، وحتّى لا ينقطعن عن الدراسة هن أيضا". وعن مشاركة النساء في العملية السياسية بمنطقة تيلمي ومسمرير، تُعلق هنّو وْمَارُوش بأنهن "مجرّد "ديكور" يكمل به الرجال حساباتهم، ولا دور لهن؛ إذ لا يتم اختيار المتعلمات والمثقفات اللواتي يمكن أن يساهمن بشكل جيد في القرار، بل يتم التركيز على نساء وجودهن كعدمه، لا يفهمن ما يُحاك حولهن، فقد يقلن نعم إذا طُلِب منهن ذلك، ويقلن لا إذا أُمِرْنَ بقولها"، حسب تعبيرها؛ ثم زادت: "ليس في مصلحة السياسيين أن يكون إلى جوارهم نساء قويات متعلمات ومثقفات، إنهم يبحثون عن نساء يمسحون فيهن أيديهم". وأضافت هنو: "ما تزال المرأة هنا تحت سيطرة الرجل، بدءًا من زوجها، وصولا إلى أخيها وحماها وجارها أيضا..هذا لا يعني أني أريدها أن تتجاوز الخطوط الحمراء، لكن أريدها أن تعيش لنفسها، وأن تكون مسؤولة، وألا يتحكم فيها الجميع". وفي رسالة وجهتها هْنُّو إلى بنات جنسها في اليوم العالمي للمرأة، قالت تَمَاورُوشْت: "هنيئا لكن بالاحتفال بالعيد، لا نحسدكن، لكننا نريد أن تعرفن أننا نعيش في الجحيم، وليس في العالم القروي".