هنو أوماروش المرأة الأمازيغية من عمق المغرب العميق التي نطقت حين اختار الكثيرون الصمت والسكوت عن الواقع. أدلت لوسائل الإعلام بتصاريح صادمة وفاضحة ضد ما تعانيه قريتها من تهميش وإقصاء، ووجهت دعوة للملك محمد السادس لزيارة منطقة امسمرير للوقوف على معاناة الساكنة والاختلالات في تدبير وتسير شؤون المنطقة بصفة عامة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية. ""أشكيد" تعال يا محمد السادس لترى بعينيك ما يفعله بنا المسؤولون ... تعال يا محمد السادس تعال لتزورنا في تيلمي، لماذا قام بزيارة أنفكو، لماذا لم يقم بزيارة بومالن دادس وامسمرير؟" هكذا تقول وتكرر هنو أوماروش. وقالت في نفس السياق:" أين وعود رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران؟" وأكدت هنو المرأة المطلقة التي تبلغ من العمر الستين سنة، لموقع دادس أنفو أنه بعد أكثر من سنة من كلامها على قناة تمازيغت، لم يتغير أي شيء ولم تصل الرسالة، وظل الوضع على ماهو عليه. وقد استغربت كيف أن مجموعة من مدن المغرب كما قالت تستفيد من المشاريع التنموية والبنيات التحتية. قائلة " نتألم حين نشاهد مدن أخرى تتمتع بكل شيء "كالترامواي والحافلات ...". وأشارت إلى المشاكل التي يعاني منها شباب المنطقة خاصة الذين يحصلون على شواهد الباكلوريا ويصطدمون بمشاكل التنقل والاستقرار في مدن بعيدة حيث الجامعات. وبعد حصولهم على الشواهد الجامعية يرتمون في أحضان البطالة. إضافة إلى تأكيدها على غياب وقلة النقل المدرسي والمدرسين وصعوبة المسالك، مؤكدة على غياب التطبيب المناسب حيث تغيب المستشفيات ويغيب الأطباء. وتزداد المعاناة خاصة في فصل الشتاء حيث تتساقط الثلوج بكثرة مما يتسبب في انقطاع الطرق والمسالك، وهذا يصاحبه ارتفاع مهول في أثمان المواد الاستهلاكية " حيث يبلغ ثمن قالب سكر 50 درهم". وصرخت قائلة أن "أهالي تيلمي، الذين كانوا أول من اجتاز سياج الصحراء في المسيرة الخضراء ضمن وفد عمالة ورزازات، تبقى الآن مهمشة في زمن الاستقلال." كما ذكرت أن رخص نقل تربط بين تيلمي ومدينتي مراكش والرباط كانت قد خرجت فترة السبعينات، لكنها اختفت بقدرة قادر. وأضافت قائلة "لقد قاطعنا الانتخابات أكثر من مرة، لأن كل من يقصدنا وقت الانتخابات، يختفون بعد قضاء أغراضهم ومصالحهم الخاصة، أما المنطقة فلم تستفد سواء في الانتخابات البرلمانية أو الجماعية". وفي حديثها للموقع، ركزت على إقصاء مجموعة من المحتاجين والمساكين من بطاقة رميد واستفادة أشخاص ميسورين، قالت أن توزيعها تم بمحسوبية في كثير من الأحيان، كما نادت "أينك يا ابن كيران؟...لماذا وعدت بدعم اليتامى والأرامل والنساء المطلقات والمحتاجين...ولم نرى أي شيء، هذه الوعود ستسبب الكثير من المشاكل والمظاهرات الكبيرة كما يقع في دول أخرى كليبيا وسوريا ومصر." كما طالبت بإرسال لجنة تحقيق لمراقبة ما يقع في المنطقة وللتفتيش في الصحة والتعليم والجماعات. قائلة "أن كل دعم أو مشاريع ترسل إلى المواطنين يتعرض للنهب". تضيف هنو لموقع دادس أنفو "لن نفرط في أي شبر من أرض وطننا أو حبة من صحرائنا، وإن لزم الأمر سنكون جنود مجندة من أجل استرجاع صحرائنا خلف صاحب الجلالة". "حتى السياح يستهزؤون بنا وبأطفالنا عندما يمرون هنا ونمد لهم أيدينا طلبا للعون...تعال يا محمد السادس لتقدم لنا الدعم من أموال بلدنا". وكان من بين أقوى تصريحاتها لموقع دادس أنفو حين قالت أن "سكان امسمرير مقصيون حتى من التبرع بالدم." كما أردفت بكثير من الألم :" نحن محتقرون ومقهورون منذ زمن"، "نحتاج إلى الكثير من الأشياء كي نحس بأننا ننتمي إلى المغرب".