اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الإثنين، بالنزاع في سوريا في ظل استمرار وقف إطلاق النار الهش، والقمة الأسلامية المنعقدة بجاكارتا حول القضية الفلسطينية،وقرار دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار (حزب الله) اللبناني منظمة إرهابية،فضلا عن مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (لن يفلت أحد من العقاب) عما أعلن أمس عن تورط جماعة (الإخوان المسلمين) المحظورة وحركة (حماس) الفلسطينية في اغتيال النائب السابق هشام بركات والقبض على متهمين في العملية، مؤكدة أنه بهذه العملية فإن "لا أحد سوف يفلت من العقاب". وأضافت أن "الدولة المصرية فى ظل قيادتها الجديدة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لن تتوقف لحظة عن مطاردة أى شخص أو منظمة أو كيان يعتدى على المصريين، سواء فى الداخل أو الخارج". أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في افتتاحيتها مشاركة مصر في القمة الإسلامية بجاكارتا، وقالت إن هذه المشاركة تأتي تأكيدا " لدور القاهرة التاريخي والموقف المبدئي الثابت تجاه قضايا العالم الاسلامي وما يتعرض له من مؤامرات وتدخلات ". وأضافت أن مصر تحرص بهذه المشاركة على إبقاء القضية الفلسطينية موضعا للاهتمام العالمي واستثمار المبادرات الموضوعية على طريق الحل العادل بإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس. أما صحيفة (الأخبار) فأشارت من جهتها إلى بدء مناورة مشتركة مصرية فرنسية تحت اسم (رمسيس 2016) بمشاركة قوات جوية وبحرية من البلدين، مشيرة إلى أن المناورة ستستمر عدة أيام أمام سواحل الاسكندرية على البحر المتوسط. وفي قطر أجمعت الصحف على أهمية الزيارة التي يقوم بها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى كل من تركمانستان ,فكتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها "أن المتتبع للعلاقات القطرية الآسيوية ، يجد الكثير من أوجه التعاون البناء ،والحرص بين القادة على تبادل الخبرات والتخطيط لارساء قواعد راسخة تقوم عليها علاقات متينة تقف في وجه التحديات الدولية والمتغيرات التي تموج بها منطقة الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا". ومن جهتها ، قالت صحيفة ( الوطن ) في افتتاحيتها " إن المباحثات ستتمحور في كل من عشق اباد وباكو، حول تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، بما يعود بالنفع والخير على الشعب القطري، وشعبي تركمانستان واذربيجان، كما أنها ستتناول بكل تأكيد القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك "، مبرزة أن قطر "بصدد فتح آفاق جديدة مع الدولتين"، و تعمل أيضا "على حشد دعم سياسي جديد لصالح قضايا المنطقة". بدورها ،ترى صحيفة ( الراية) أن النتائج التي ستتمخض عن الزيارتين "تشكل منعطفا مهما في تطوير العلاقات والروابط في مختلف المجالات بين كل من قطروتركمانستان من جهة، وقطر وأذربيجان من جهة أخرى "، مؤكدة أن نتائج مباحثات الزيارتين "ستصب ليس فقط في صالح التعاون الثنائي بين كل من قطروتركمانستان من جهة، وقطر وأذربيجان من جهة أخرى، وإنما لصالح استقرار منطقتي الخليج ووسط آسيا". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أنه حيث "يتغول حزب الله على الدولة اللبنانية ويختطفها، ثم يتدخل في دول عربية(..)يتحول الحزب إلى خاصرة مؤلمة للشعب اللبناني ". وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن ل(حزب الله ) أن يواصل لعب دور الضحية، مؤكدة على أن هذا الحزب " لا مستقبل له وسط هذه المنطقة التي تعرضت إلى أبشع حملة فرز مذهبي في تاريخها، وهي التي عاشت طوال عمرها، بوئام، ودون تمييز، لولا ظهور إيران ومشروعها السياسي، ثم نشوء وكلاء لإيران في المنطقة، من أبرزهم حزب الله". وخلصت الافتتاحية إلى أنه قد آن الأوان لكي يقف اللبنانيون على قلب رجل واحد، وأن يفكروا بمصلحة بلادهم، ووجود لبنان العربي، "بما يعنيه ذلك، خصوصا أننا نعرف أن العالم العربي لم يترك لبنان وحيدا ". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أن القرارالخليجي بتصنيف حزب نصر الله منظمة إرهابية "لم يكن وليد غضب وانفعال(..) بل سبقت هذا القرار جهود كثيرة ومنذ فترات طويلة من أجل تحرير نصر الله وحزبه من أسر إيران وخضوعه الذليل لها حتى جر معه لبنان كله إلى الحظيرة الإيرانية". وأكد كاتب المقال أن الإحساس سائد في المنطقة الخليجية، وربما في العالم العربي، بأن القرار جاء متأخرا جدا وأن الصبر على "إرهاب نصر الله وحزبه قد طال أكثر مما ينبغي وكأن لسان حال الشعوب العربية والخليجية يتساءل إلى متى الصبر على نصر الله ومليشياته.". وأضاف في هذا السياق "لقد كان الصبر على نصر الله أطول مما يجب، مما أتاح له ولأمثاله من الجماعات والمنظمات الإرهابية ممارسة جرائم الفتنة تحت ستار مقاومة إسرائيل، وقد كان هذا الستار زائفا، فقد كانت إسرائيل أكبر المستفيدين من سلوكيات وجرائم نصر الله في لبنان ثم في سوريا بعد ذلك، وفي كل حروبه بالوكالة عن إيران في اليمن والعراق وجرائمه الإرهابية في مصر والسعودية والكويت والبحرين". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن تقسيم الدول العربية لا تتم مناقشته جديا في هذه الدول كما هو زخم هذه المناقشة في الغرب الذي يرى أنها إستراتيجية مهمة لإعادة "تنظيم وترتيب" منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أنه ليس عيبا مناقشة تصورات تقسيم الدول العربية، بدلا من تركها لمراكز الأبحاث الغربية التي تعمل ليل نهار من أجل التنظير لهذه الظاهرة بما يتوافق مع مصالح الدول الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط جارية التنفيذ الآن، والتزام الصمت لن يكون مجديا إذا لم تناقش أبعاد هذه العملية وتداعياتها ونتائجها المستقبلية، وأن المواجهات الجارية الآن عسكريا وسياسيا هي مواجهات مقاومة خليجية وعربية لواقع جديد قادم، مبرزة أن السؤال المحوري الآن هو: ماذا يريد العرب قبل وأثناء وبعد تقسيم دولهم¿. وعن الملف السوري، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن تجربة المصير الذي صنعته الولاياتالمتحدة في العراق تتكرر الآن في سورية، وبعلم ورضا واشنطن، متسائلة "أي علمانية تلك التي تريدها أمريكا لسورية¿". وترى الصحيفة أن مستقبل سورية كدولة موحدة وقابلة للتطور في ظل نظام علماني يؤمن الحرية والحياة لجميع مكونات الشعب السوري بغض النظر عن انتماءاته العرقية والدينية والمذهبية بات في مهب الريح، مؤكدة أنه كان يجب على الولاياتالمتحدة، لو كانت صادقة حيال مستقبل سورية وأهمية الحفاظ على علمانيتها، أن تتعظ من تجربتها في العراق التي لا تزال آثارها المدمرة ماثلة أمام الجميع. وبلبنان، عادت الأزمة السياسية مع السعودية من جديد، لتستأثر باهتمام الصحف بعد كلمة للأمين العام ل(حزب الله)، أمس، إذ أبرزت (الجمهورية) أن التوتر طغى على الساحة السياسية، و"بدا أن المحاولات الجارية لتطبيع العلاقات اللبنانية - السعودية " ما تزال في مربعها الأول، في ضوء الهجوم الجديد الذي شنه نصرالله على المملكة، ورد (تيار المستقبل) عليه واصفا موقفه بالعدائي تجاه الدول العربية الشقيقة، وأنه لا يقيم أي اعتبار لمصالح اللبنانيين". وأشارت الصحيفة الى أن المراقبين يتخوفون من أن ينعكس كلام نصرالله " سلبا على مسعى رئيس الحكومة تمام سلام لتصحيح الخلل في العلاقة مع السعودية وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل قرارها وقف الهبات" للجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وفي سياق آخر، تطرقت (النهار) لأزمة النفايات، التي تهدد البلاد، مشيرة الى أن رئيس الوزراء تمام سلام " لم يخطئ " عندما تحدث قبل أشهر عن "النفايات السياسية" التي لم تعر اهتماما لقضايا الشعب الذي ازداد تقهقرا بفعل "الحسابات الفئوية". وقالت إن الأجواء لم توح بالتفاؤل حتى ساعة متقدمة من مساء أمس، خاصة وأن سلام لم يدع الى اجتماع للجنة الوزارية المهتمة بمعالجة ملف النفايات، كما لم يوجه الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع ما لم يتم إيجاد حل لأزمة النفايات. وعلقت على الأزمة بالقول، إن "المأساة بلغت حد مذهبة النفايات باقتراح أربعة مطامر الأول للمسيحيين، والثاني للشيعة، والثالث للسنة، والرابع للدروز".