انبرى عدد من القياديين المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية للتضامن مع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بعد الاحتجاج الذي جوبه به يوم أمس، خلال إلقائه كلمة في ندوة نظمتها مدرسة الدراسات العليا للتسيير "HEM" بوجدة. يتيم: على الأساتذة التبرؤ من الاحتجاجات طالب القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، الأساتذة المتدربين بالتبرؤ من الاحتجاجات التي رافقت الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أمام طلبة مدرسة الدراسات العليا للتسيير "HEM". وقال يتيم، في "تدوينة" دبجها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن محاولة الاعتداء على رئيس الحكومة ونسف نشاطه تعد أمرا غير مقبول، وينبغي أن يتبرأ منه الطلبة، خاصة أن البعض، حسب ما قرأت، كان يتكلم باسمهم". ووصف يتيم ما حدث بأنه "إساءة بليغة لهم"، في إشارة إلى الأساتذة المتدربين، مضيفا: "بنكيران كان يتكلم مع طلبة مدرسة عليا للتسيير، وأعلم أن هناك شرذمة قد يكونوا مدسوسين من القاعديين أو من المعطلين، أو من غيرهم من الذين لا يجيدون سوى لغة البلطجة". وأكد يتيم أن "ما وقع في وجدة لم يكن المرة الأولى، إذ سبقته محاولات لنسف أنشطة لرئيس الحكومة، كما حدثت محاولة للاعتداء على الأستاذ عبد الله بها بعد انتهاء مسيرة من مسيرات فاتح ماي العمالية"، على حد تعبيره؛ مضيفا أن "بنكيران كان مستعدا للتحاور والاستماع إلى من حاولوا نسف النشاط، وعلى العكس تصرف المعنيون تصرفا بلطجيا"، على حد قوله. ماء العينين: أساليب متخلفة وفي "تدوينة" للبرلمانية أمنة ماء العينين، قالت إن "أسباب الاحتجاج على رئيس الحكومة غير معروفة، وغير مبررة، وغير مؤسسة على منطق"، معتبرة أن "الهدف الأساس منها هو منع بنكيران من الكلام". وشددت ماء العينين على أنه "رغم الصفير والاحتجاج استطاع رئيس الحكومة التكلم، داعيا المحتجين عليه إلى منازلته ديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع التي جعلته رئيسا لأول حكومة بعد دستور 2011". واعتبرت البرلمانية عن فريق "البيجيدي" أن الإشكال "لا يقتصر على السلوكات المستهجنة التي قام بها بعض الشباب، الذين أفرزهم مشروع فكري فاشل وإيديولوجيا لا تعرف إلا منطق النسف والصراخ كتعبير عن الإفلاس، كما لا يكمن في سلوك فئات لا تعرف دائما كيف تعبر عن مطالبها"، مؤكدة أن "الإشكال في من نوهوا بالاحتجاج على بنكيران، بدل أن ينددوا بما حدث". الوافي: المحتجون منتحلو صفة البرلمانية نزهة الوافي، ومن خلال صفحتها على "فيسبوك"، استبعدت أن يكون المحتجون على بنكيران، خلال إلقائه كلمة أمام الطلبة بوجدة، من الأساتذة المتدربين، معتبرة أنهم انتحلوا صفتهم، وقالت: "لا أعتقد أن يكون هؤلاء هم الأساتذة المتدربون الذين التزموا في كل احتجاجاتهم بمستوى من الحوار. هؤلاء انتحلوا صفتهم، هؤلاء رهائن وظفوا ممن يحلمون بتراجع المغرب إلى الوراء، ويسخرون كل الملفات لإضعاف خصومهم". واعتبرت الوافي أن "بنكيران أضاف إلى أعراف رئاسة الحكومة معادلة مواجهة العنف اللفظي بالحوار"، مشددة على أن "ذلك يكفيه فخرا"، وخاتمة تدوينها بالقول: "تحية لمدرسة الحوار والاستيعاب التي تحطم هلام الفوضى والبلطجة الغريبة عن المغاربة وعن الأساتذة المتدربين". حامي الدين: "بلطجية" وصعاليك القيادي في "حزب المصباح" عبد العالي حامي الدين وصف بشكل مباشر وغاضب المحتجين على رئيس الحكومة بوجدة ب"البلطجية والصعاليك"، مستبعدا أن يكونوا من الأساتذة المتدربين. وقال المستشار البرلماني: "رغم تشويش بعض البلطجية والصعاليك (حاشا لله أن يكونوا أساتذة أو طلبة، لأن الأساتذة والطلبة يعبرون بشكل حضاري وليس بالنسف والتشويش)، يستمر بنكيران في أداء رسالته السياسية والأخلاقية، ويكسر الصورة النمطية لرؤساء الحكومات أو الوزراء الأولين المعتكفين بالعاصمة". واعتبر حامي الدين أن ما حصل لبنكيران في وجدة هو "عنوان إستراتيجية خصوم العدالة والتنمية في المرحلة القادمة"، والتي ستعتمد، حسبه، "على تجييش البلطجية للحيلولة دون التواصل المباشر مع الشعب".