اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم السبت، بجملة مواضيع في مقدمتها قرار وزراء الداخلية العرب اعتبار (حزب الله) اللبنانية منظمة إرهابية ونزاع سوريا على ضوء استمرار وقف القتال وموضوع الإرهاب. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في عمود للصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد أن (حزب الله) لن يكسب شيئا إذا اصر على توريط وطنه لبنان فى مشكلات أكبر من قدرة الدولة اللبنانية وقال إنه إذا لم يعد الحزب النظر فى مجمل سياساته، ويتوقف عن الاستقواء على شركائه فى الوطن اللبناني، فسوف يظل " موضع احتراز كل قوى الداخل اللبنانى وموضع تشكك معظم قوى الخارج". وأضاف أن الحزب تسبب ،بعدائه للسعودية، فى تضييع اربعة ملايير دولارهبة من السعودية لتعزيز قوى الجيش والامن اللبناني قبل أن يتساءل "فهل يفيق حزب الله إلى واقعه الحقيقى ليعود حزبا وطنيا لبنانيا يعلو على الاستقطاب والتحزب الطائفى ويقف فى صف مصالح لبنان وحده بدلا من ان يكون ذراعا لتدخل إيران فى الشأن اللبناني". أما صحيفة (الجمهورية) فعادت للحديث في افتتاحيتها عن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسيوية والتي أنهاها اليوم وشملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية وقالت إن السيسي حمل معه ملفات مهمة تنوعت بين المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والسياسية والدبلوماسية.. والسبل المؤدية إلى شراكة قوية تساهم في تحقيق النهضة الشاملة والتنمية المتكاملة لمصر. وأضافت أنه مع انتهاء الجولة الآسيوية ومع انتظار مزيد من الجولات " نتوقع العديد من النتائج الإيجابية للجولة(..) لصالح المواطن يشعر من خلالها بالخطوات التي اتخذت في التنمية والتعمير ومكافحة الإرهاب والتصدي للمؤامرات". اقتصاديا قالت صحيفة (المصري اليوم) إن الحكومة يتناقش بعد غد اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف الضغط على الدولار بحضور وزراء المجموعة الاقتصادية مشيرة إلى أنه الاجتماع سيناقش إجراءات خفض السلع المستوردة خاصة غير الضرورية في ظل رغبة الحكومة خفض الواردات بمبلغ ثلاثة ملايير دولار. وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إن "الطائفية الشريرة لم تكن أبدا فكرا محليا بحرينيا، فهي بضاعة مسمومة مستوردة من الخارج"، مبرزة أن الشعب البحريني، بشيعته وسنته، لم يكن يوما شعبا طائفيا، وأن وقائع وأعمال خيرة كثيرة شهدها تاريخ البحرين تؤكد - بما لا يدع مجالا للشك - أن شعب البحرين برمته كان يعيش في حب ووئام. وأضافت الصحيفة أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي "تعاني، اليوم، من مشاكل طائفية ليست بالبسيطة والهينة"، مشيرة إلى أن كل هذه المشاكل أو معظمها هي نتائج "سلوكيات مذهبية انعزالية نقلها بعض الناس هنا عن أفراد وجماعات وأحزاب في دول عربية". وعلى صعيد آخر، أبرزت صحيفة (الوسط) بعض الأزمات التي يمر بها العالم حاليا، مثل "ظاهرة النينو" وموجات الجفاف التي فاقمتها وما يستتبع ذلك من فقر، خاصة في جنوب إفريقيا، وانتشار فيروس (زيكا)، والجهود الدولية المبذولة لمواجهة هذه الظواهر، متسائلة حيال مشاركة البلدان العربية والإسلامية النوعية في معالجة هذه الأزمات الإنسانية. وكتب رئيس تحرير الصحيفة أن الجواب الذي يمثل هزيمة حضارية هو: "لا شيء"، معربا عن الأسف لكون "الكثير من المسلمين مشغولون بتوافه الأمور وفي تبرير قتل الآخرين وقتل أنفسهم (..)"، مشددا على أن المشاركة الإيجابية للعرب والمسلمين تتطلب نهجا مختلفا، ينفتح على العالم بروحية تمثل الجوهر الخلاق للحضارة الإسلامية. في قطر قالت صحيفة ( الشرق) إن المساعي للتوصل إلى حلول ناجعة، تنقذ الشعب السوري من ويلات الحرب والدمار، "أصبحت أمرامستبعدا، وخاصة مع توافر سوء نية للأطراف المتورطة عسكريا في سوريا (روسياإيران)، وعدم جدية القوى الدولية في إنقاذ الشعب السوري ". وفي ضوء ذلك ، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ، "يتبين أن الأمور لا تسير في طريقها الصحيح، لكن بريق الأمل الذي أتاحته الهدنة الهشة هي خروج الشعب السوري في مناطق سيطرة المعارضة في مظاهرات حاشدة ليؤكد للعالم بأسره أن رحيل النظام مطلب دائم لن يتراجع عنه مهمابلغت التطورات". من جهتها ، اعتبرت صحيفة ( الراية) أن تشديد مسؤولين أوروبيين على ضرورة استمرار وقف الأعمال العدائية في سوريا ووصول المساعدات إلى كل السوريين كشرطين أساسيين لاستئناف المحادثات السورية والسعي لسلام أشمل، "يجب أن يتحول إلى قرار دولي يلزم النظام وروسيا بوقف جميع أشكال العمل العسكري من غارات وقصف وحصار المدن باعتبار أنه بغير ذلك فإن الوضع في سوريا سيزداد تأزيما". و شددت الصحيفة في افتتاحيتها على أهمية أن يدرك المجتمع الدولي أنه لا يمكن إجراء مباحثات للسلام في سوريا دون وقف إطلاق النار والقصف وحصار المدن وتسهيل إيصال الإغاثة للمدنيين، مبرزة أن المطلوب من المجتمع الدولي "أن يدرك أيضا أن روسيا طرف أساسي في تأجيج الوضع على الأرض في سوريا من خلال تواصل الغارات الجوية ودعم النظام سياسيا ". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الانسان يعجز عن وصف ما جرى يوم أمس في مدينة عدن اليمنية، عندما استهدف الإرهابيون دارا للعجزة وقتلوا نحو 16 شخصا، وجرحوا آخرين بعد أن أوثقوهم وقتلوهم رميا بالرصاص. وأبرزت في هذا السياق أنه لطالما لجأ الإرهاب إلى ارتكاب عمليات دنيئة وخسيسة بهدف الترويع، من دون حساب لأية نتائج، وما إذا كان الضحايا بشرا وأبرياء، أو كانوا شيوخا أو أطفالا أو نساء، موضحة أن "هؤلاء يقتلون من أجل القتل، من دون وازع من ضمير أو أخلاق أو دين.. لأنهم تجردوا من كل هذه القيم وباتوا أسرى غرائزهم وبهيميتهم، وتعطشهم لسفك الدماء". ومن جانبها، أشارت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه كم من جرائم الإرهاب والتطرف وتصدير الثورات والاضطرابات وزرع الفتن والانقسامات ترتكب باسم "المقاومة". وبحسب الصحيفة، فإن "قرار اعتبار (حزب الله) الإيراني الموجود في لبنان بميليشياته المنتشرة في بلداننا العربية، تنظيما إرهابيا قرار عربي صائب، أتى في موعده، ليكشف الأقنعة الزائفة والمزايدات الباطلة على قضايا العرب". وأشارت إلى أن الحكومة اللبنانية قد أصابت برفضها طلب الحزب المزعوم بإصدار قرار يدين الموقف العربي بتصنيفه حزبا إرهابيا، موضحة أنه "رغم أن هذا الرفض يعرض الحكومة اللبنانية للانهيار، ولكن هذا لا شيء بجانب جرائم هذا الحزب الإرهابي ضد لبنان وشعبه وضد الأمة العربية كلها". وبلبنان، علقت (الجمهورية) على الوضع الداخلي والإقليمي بالقول إنه في الوقت الذي "سيطر" الجمود على الملفات الداخلية، " قفزت إلى الواجهة" المواقف الدولية المتصلة بالشأن اللبناني، مشيرة في هذا الصدد الى رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي وجهها الى وزارة الخارجية اللبنانية، مفادها أن "إعادة السلام في سوريا ستساهم في العودة الطوعية للنازحين". أما صحيفة (الأخبار) فتحدثت عن إصرار الأمين العام للأمم المتحدة على أن "الطابع الطوعي لعودة اللاجئين ضروري"، وذلك في رد على ملاحظات وزير الخارجية جبران باسيل على القرار الأممي 2254. من جهتها أبرزت (النهار)، على خلفية إعلان رئيس الحكومة، تمام سلام، إمكانية حل الحكومة في حالة لم يتم إيجاد حل لأزمة النفايات بالبلد التي استمرت منذ يوليوز الماضي، أن تاريخ الحكومات في لبنان " مثقل بالتجارب التي كانت تعكس بلوغ الصراعات الداخلية والخارجية حدود إسقاط حكومات أو محاصرتها بالأزمات وشلها". وقالت إن هذه الحكومة التي " تمكنت بشق النفس من التكيف والتعايش مع أقسى التجارب التي عرفها لبنان" منذ أكثر من سنتين من عمرها وسط فراغ رئاسي يطل بدوره في ماي المقبل على استهلاك سنتين من الأزمة الرئاسية بدت في الساعات الأخيرة مهددة فعلا بالسقوط بالضربة القاضية، لا على خلفية أي من الملفات السياسية أو الامنية الكبرى الداخلية أو الخارجية، بل بسبب أزمة النفايات المستعصية على أي حل.