لجأت الطريقة العلاوية الشادلية بالمغرب إلى الاستنجاد بالملك محمد السادس، بعد الحرج الذي ألم بأتباعها ومريديها، حيث طالبت عاهل البلاد للتدخل من أجل "إنصافها من المؤامرات التي تحيكها بعض الجهات لزرع الفتنة في صفوفها"، ومن "الحملة الشرسة التي يقودها ضدها سعيد ياسين"، وهو أحد المنتسبين السابقين لها، ب "التشكيك في وطنية أتباع الطريقة واتهامهم بخدمة الأجندة السياسية لقصر المرادية"، بداعي أن "المخابرات الجزائرية اخترقتها، وأن جنرالات الجزائر صاروا يتحكمون في دواليبها وفق مخطط استخباراتي يستهدف الحقل الديني المغربي برمته". و فند بيان موجه للرأي العام، ويحمل توقيع أبناء الطريقة، اتهامات سعيد ياسين.. واعتبرها "جزء من مؤامرات تتعرض لها الطريقة ضدا على النهج الصوفي الصادق الذي تلتزم به والذي منحها سيرة حسنة وطيبة بين مريديها ومع باقي الطرق الصوفية الأخرى".. كما يقول البيان: " سعيد ياسين، الذي كانت له صفة النيابة القانونية بواسطة توكيل من طرف الشيخ خالد عدنان بن تونس في المغرب قبل أن يسحب منه هذا التوكيل، سعى ردا على إبعاده من المسؤولية إلى ترويج الادعاءات والأباطيل للنيل من أبناء الطريقة باتهامات واهية". كما وضع محامي الطريقة العلاوية الشادلية، شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لطنجة، ضد النائب السابق لشيخ الطريقة يتهمه فيها بانتحال صفة عبر "ادعاء مشيخة بدون سند"، وكان القضاء أيضا قد حكم في وقت سابق بشرعية شيخ الطريقة خالد بن تونس وعزل سعيد ياسين النائب السابق للشيخ، وذلك بعدما اتهمته قيادة الطريقة ب "الانفراد في اتخاذ قرارات أساءت إلى التصوف عامة، بمضايقته للمثقفين بالطريقة، وبيع أحباسها، بعدما استولى عليها وقام بتغيير أقفالها، وتعيين أفراد من عائلته مسؤولين عنها". الصراع لازال قائما بين الطرفين إلى حد الآن حول أحباس الطريقة.. حيث تنظر محاكم بالمملكة في ملفات قضائية تتهم فيها الطريقة نفص "منتسبها السابق" بما تعتبره "استيلاء على مقرات الزوايا الصوفية التابعة للطريقة العلاوية بمدن عدة منها الحسيمة ووجدة وتاوريرت ومكناس وأصيلا".. كما برز الصراع بشكل جلي داخل هذه الطريقة الصوفية، ووصلت ملفاته إلى ردهات المحاكم، حيث حكم القضاء المغربي في ملفين قضائيين بين تيارين داخل الطريقة العلاوية، لصالح هذه الأخيرة، بعدما تقدم النائب السابق لشيخها في المغرب بدعوى قضائية يتهم فيها مسؤولي الطريقة بالاستيلاء على مقرات الزوايا العلاوية بمدينة الناظور.. كما قضت ابتدائية طنجة بعزل سعيد ياسين من صفة وكيل شيخ الطريقة التي كان يتمتع بها بمقتضى وكالة مسجلة بالقنصلية المغربية بوهران سنة 1977، في حين لازالت لم تبث ابتدائية أصيلا في شكاية تقدمت بها الطريقة ضد خصمها، متهمة إياه باقتحام مقر الزاوية بنفس المدينة. ويقول سعيد ياسين، في مراسلات متحصل عليها و كان قد بعثها إلى شيخ الطريقة خالد بن تونس قبل أن يتم فصله، أنه "منذ أن ولاكم الحق سبحانه وتعالى أمر هذه الطريقة المباركة سنة 1975، نحن وأفراد العائلة الفقراء والمقاديم في خدمتها والقيام بالواجب في حقها، في المملكة المغربية ومع الجالية المغربية في أوربا، بمحبة وصدق وإخلاص وصبر ووفاء"، ويضيف: "تألمنا كثيرا، بما وصلكم عنا من أخبار كاذبة وبهتان مبين، ليكن في علمكم أن ما قيل عنا، ويقال الآن وما اتهمنا به وما زلنا نتهم به في الحاضر، نحن وأولادنا لا علاقة لنا به لا من قريب ولا من بعيد". الطريقة العلاوية التي انتشر اشعاعها في السنين الأخيرة، بعدما انتشرت في دول تنتمي للقارات الخمس، تنتسب للشيخ أحمد العلاوي، ونجحت خلال ملتقاها الدولي للتصوف الذي نظمته في يونيو من السنة المنصرمة بأحد الفنادق بمدينة طنجة، في استقطاب الآلاف من مريديها قدموا من أنحاء العالم، بحضور شيخها عدلان خالد بن تونس الحامل للجنسية الجزائرية، وهو من أب جزائري، وأم مغربية هي شقيقة الحاج أحمد رضوان نائب شيخ الطريقة العلاوية بالمغرب سابقا، وقد تولى الشيخ الحالي للطريقة العلاوية المشيخة مباشرة بعد وفاة والده الحاج عدة بن تونس سنة 1975. محمد بوبكر، محامي الطريقة وأحد مسؤوليها، قال إن "الزوبعة القائمة حاليا في فنجان الطريقة، مردها طرد أحد المنتسبين لها، بعدما ثبتت ممارسته لأعمال لا تليق بقيم أهل التصوف ولم تعد له الصفة بالتكلم باسم الطريقة بمقتضى حكم قضائي"، وأردف: "الملك محمد السادس يبارك دور الطريقة من خلال رسالة حظيت بها جمعية الشيخ العلاوي، كما استفادت من هبة في فبراير من السنة المنصرمة بحضور الحاجب الملكي، في الوقت التي يهدف فيه البعض إلى خلق الفتنة بين المغرب والجزائر".