بعد نحو عامين من الصراع داخلها نجحت الطريقة العلاوية مؤخرا في تصفية الأجواء وإعادة توحيد صفوف مريديها، بعد أن تمكنت من عزل عدد من المريدين الذين كانوا يتبعون في السابق للجزائري خالد بن تونس المقيم في باريس، وقامت مشيخة الطريقة، ممثلة في الشيخ سعيد ياسين، ممثلها العام في المملكة المغربية وأوروبا، بترتيب البيت الداخلي من خلال تعيين والحفاظ على عدد من المقدمين داخل المغرب وخارجه، وحصر اللائحة النهائية لهؤلاء المقدمين. وجاءت هذه التطورات بعد أن أصدر مقدمو الطريقة في المغرب والخارج بيانا في العام الماضي مرفقا بتوقيعاتهم يعلنون من خلاله لجميع الجهات المغربية والجهات المعنية والسلطات المركزية والمحلية عدم صلتهم بخالد بن تونس ، شيخ الطريقة العلوية بالجزائر، الذي قالوا إنه قد افتضح مخططه الجزائري الهادف إلى السيطرة على الزوايا العلاوية الأصلية التي بناها مغاربة بعرق جبينهم، وفق البيان، مؤكدين في نفس الوقت تبرؤهم من تصرفات وأفكار ومؤلفات خالد بن تونس «التي لا تمت للثوابت الوطنية والدينية ولا إلى الهوية الوطنية بصلة»، وأضاف البيان أن الأخير يستغل وحدة الطريقة العلاوية المغربية «لزرع الفتنة بين صفوف الأتباع بتأسيس جمعيات داخل المغرب وخارجه من أجل تذويب الطريقة العلوية والسيطرة عليها خدمة للمصالح الجزائرية». ويبدو أن خالد بن تونس قد فقد السيطرة بشكل نهائي على ما تبقى من الزوايا التابعة للطريقة داخل المغرب وفي الخارج، إذ منعت السلطات المحلية في الأسبوع الماضي محاضرة كان بن تونس سيلقيها في مدينة بركان، بعد احتجاجات واسعة من مريدي الطريقة الذين راسلوا والي الجهة الشرقية حول الموضوع مطالبين بمنع النشاط لكون بن تونس لا علاقة له بالطريقة لا من قريب ولا من بعيد، وجاء المنع الأخير بعد المنع الذي تعرضت له أنشطة بن تونس في كل من طنجة وفاس ومكناس ومولاي ادريس وتاوريرت. وفي إطار محاولات خالد بن تونس لإعادة السيطرة على الزوايا داخل المغرب، بعد أن فقد الشرعية، وجه «إبراءات للذمة» إلى مقدمي بعض الزوايا طالبا منهم التوقيع عليها، وقد حصلت «المساء» على نسخة نموذجية من هذا الإبراء الذي ورد فيه «وفي الأخير أؤكد تجديد عهدي للشيخ خالد بن تونس باعتباره هو الممثل الوحيد للطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية بصفة عامة وبالمملكة المغربية الشريفة بصفة خاصة، وهو المسؤول الشرعي عن كل زواوي الطريقة وأحباسها بالمغرب باعتباره استمرارا للسلسلة وخادما للنسبة».