تواصل "هيومان رايتس ووتش" حملتها ضد العنف الأسري بالمغرب والتي أطلقتها، قبل أيام، تحت شعار "#الحقاوي_عطيني_حقي"، إذ تنشر، بين الفينة والأخرى، قصصا لنساء معنفات، كانت آخرها قصة فاطمة (اسم مستعار)، 34 سنة من فاس، والتي صرحت للمنظمة الدولية بأنها كانت ضحية عنف من مختلف الأنواع، بداية بالشتم والضرب وصولا إلى الحرق والاغتصاب الزوجي، لكن حينما توجهت لتقديم شكاية، فإن "أعوان الشرطة بدوا خائفين من مواجهة زوجها، ونصحوها بالذهاب إلى عائلتها"، بحسب تعبيرها. ونقلت "هيومان رايتس ووتش" قصة فاطمة التي قالت إنها تزوجت وعمرها 17 سنة، ولها طفلان، مشيرة إلى أن زوجها "بدأ يعتدي عليها بعد 6 سنوات من الزواج، ويهينها بشكل يومي ويضربها مرة كل شهر تقريبا"، وأشارت المنظمة الدولية، في هذا الإطار، إلى أن ضحايا العنف الأسري، مثل فاطمة، يستحِقْنَ اهتماما أكبر بكثير من طرف الحكومة، داعية المغرب إلى اعتماد قوانين قوية من أجل رد الاعتبار لضحايا العنف الأسري. وأوضحت فاطمة، في تصريحاتها ل"هيومان رايتس ووتش" أن "زوجها كان يلقي عليها أشياء بقوة: تارة كتاب، تارة هاتف، تارة كأس زجاجي…أحيانا يبصق في أكلها، ومرة ضربها بقوة في وجهها حتى سقطت إحدى أسنانها"، كما قالت إنه "أحرقها في ذراعها بقضيب شواء وفي ساقها بسيجارة، وكان يغتصبها بشكل متكرر"، بحسب قولها، لكنها لم تجد أي مساعدة من لدن عناصر الشرطة على الرغم من توجهها لهم، حيث طالبوها بتقديم شهود، وهو ما لم يكن ممكننا نظرا لأن العنف الممارس عليها يتم في بيتهما. وقالت "HRW"، معلقة على الموضوع، إن "السلطات المغربية غالبا ما تفشل في إيقاف العنف الأسري، وحماية الضحايا، ومعاقبة المعتدين". وأشارت فاطمة، في روايتها، أيضا، إلى أن زوجها ألقى عليها في 2007 كأسا من "الماء القاطع"، ولكنها أفلتت منه فأصاب معطفها ومحفظة ابنها، مردفة: "من بعد هادي سدّ عليّ ل 15 يوم فالدار، باش ما نمشيش للبوليس. من بعد بقيت عايشة معاه غير حيت كنخاف منّو"، بحسب قولها، قبل أن تغادر بيت الزوجية في يونيو الماضي لترفع دعوى طلاق بمساعدة المنظمة الدولية، وهي تعيش، الآن، في ملجأ خاص، فيما ابنها، البالغ من العمر 14 سنة، يعيش مع عائلتها، وابنها الأصغر (4 سنوات) يعيش مع زوجها.