بعد الزيارة التفقدية التي قام بها الملك محمد السادس للقنصلية العامة للمملكة بدائرة أورلي بفرنسا، يوم الثلاثاء الماضي، قصد الاطلاع على أداء الخدمات القنصلية المغربية هناك، ارتفعت أصوات مهاجرين مغاربة في عدد من دول العالم مطالبة بزيارات ملكية للقنصليات المغربية ببلدان إقاماتهم. وكان العاهل المغربي قد اطلع على خدمات المصالح القنصلية الرامية إلى تيسير حياة مغاربة فرنسا، وخصوصا ما يرتبط بتحسين ظروف استقبال المهاجرين المغاربة بالديار الفرنسية، والإخبار، وتبسيط وتحديث الخدمات القنصلية، والمبادرات الثقافية والاجتماعية. وتقاطرت دعوات مهاجرين من العديد من بلدان العالم، عبر جريدة هسبريس الإلكترونية، للعاهل المغربي تناشده بأن يقوم بزيارات مفاجئة للقنصليات المغربية بتلك البلدان، أحدهم طالب الملك بأن يزور القنصلية المغربية في بولونيا الإيطالية، وقال إن ما يقع فيها "كارثة عظمى"، وفق تعبيره. وقال مهاجر مغربي في الدانمرك: "نريد أن يراقب الملك الخدمات القنصلية في الدانمارك، عار أن تكون الجالية المغربية في جيلها الثالث، والسفارة تعاني من الإهمال"، فيما قال مهاجر آخر إن "كل مغربي يريد تجديد البطاقة الوطنية في القنصلية المغربية بهلسنكي بفنلندا يرغمونه على الذهاب إلى السويد لتجديدها". من جهته ناشد "إلياس" العاهل المغربي بأن يزور، عند قدومه إلى اسبانيا، القنصلية المغربية في "فالنسيا"، والتي قال إنها "تعاني من الإهمال وتفتقر إلى أدنى الخدمات"، بينما قال آخر إنه يتمنى من الملك "الالتفات إلى أحوال مغاربة إسبانيا، وإيقاف التعسفات غير المبررة للسلطات الاسبانية". أما أبو عمران، مهاجر بالديار الأمريكية، فقال: "نتمنى من أمير المؤمنين أن يراقب القنصلية المغربية بالولايات المتحدة، خاصة قنصلية نيويورك، والله إننا نعاني كثيرا مع مسؤولي القنصلية، ولا من يجيب حتى بالهاتف"، قبل أن يردف آخر قائلا: "نرجو التفاتة ملكية للجالية المغربية بأمريكا". ومن جهته أورد مهاجر مغربي يقيم في فرنسا أنه يرجو من الملك أن يعمل على "الوقوف على مستوى بعض القناصل في التعاطي مع الفعاليات الفرنسية من مسؤولين، ونواب أوروبيين، وزعماء أحزاب، وأقطاب الإعلام المحلي والجهوي، بما يسوق لصورة المغرب سلبا أو إيجابا". المطالب نفسها أبداها مهاجر بجزيرة كورسيكا، وهي جزيرة فرنسية في البحر المتوسط، تقع غربي إيطاليا، حيث قال إن "مغاربة الجزيرة ينتظرون التفاتة ملكية، خاصة أنهم يعانون في صمت من خطر (الزينوفوبيا)"، يقصد ظاهرة كره الأجانب، متسائلا: "هل هناك من يمكنه الدفاع عنهم". وأورد معلق قدم نفسه على أنه موظف بقنصلية أنه يأمل أن يقوم العاهل المغربي بزيارة "مفاجئة لقنصليات المملكة، لكون مثل هذه الزيارات تكون منظمة، ويغلب عليها طابع إخفاء الحقيقة المرّة التي تعيشها القنصليات"، مشيرا إلى أن هناك 5 قنصليات مغربية في باريس والضواحي، "يعاني بعضها من هزالة البنيات التحتية، وتهميش الموظفين، وضعف الأجور".