دعا مسؤولون مغاربة إلى ضرورة العمل على تعزيز الشراكة بين جل الدول الأفريقية في القطاعات الإستراتيجية؛ وعلى رأسها قطاع الفلاحة، من أجل تقليص الهوة "الزراعية" بين دول هذه القارة والرفع من مستوى مردودية القطاع وتحويله إلى قطاع منتج للثروة. واعتبر محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة التجاري وفا بنك، أن أفريقيا تتوفر على كافة الإمكانيات التي تجعلها قادرة على الارتقاء باقتصادها نحو الأفضل، مشيرا، خلال كلمته الافتتاحية للدورة الرابعة للمنتدى الدولي لأفريقيا والتنمية، الذي ينظم حول موضوع "الفلاحة والكهربة.. تعبئة للطاقات"، إلى أن القارة مطالبة بتعزيز التعاون بين قطاعاتها التابعة للقطاعين الخاص والعمومي، من أجل خلق طفرة اقتصادية التي يرجوها الأفارقة. وأضاف الكتاني، في هذا المنتدى الذي يعرف مشاركة 2400 فاعل اقتصادي وحكومي ينتمون لأزيد من 29 دولة من أفريقيا وأوروبا وآسيا، أن التحولات المتسارعة التي تعيشها القارة السمراء تعكس الانهماك الجدي للدول الأفريقية من أجل تنمية القارة وتعزيز التعاون بين الشركاء الأفارقة في إطار التعاون بين دول الجنوب. وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أكد بدوره أن تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية هو الطريق الأمثل لحل معضلة الأمن الغذائي في القارة، مذكرا بمخطط "المغرب الأخضر" الذي أطلقه المغرب منذ سنوات، ويعتبر ثورة خضراء جديدة ترتكز على عصرنة الصناعة الفلاحية ودعم الفلاحة التضامنية. وقال أخنوش إن المغرب شرع، في السنوات الأخيرة، في تقاسم خبرته في القطاع الزراعي مع باقي الدول الأفريقية، وأورد، في الكلمة التي ألقاها في هذا المنتدى الدولي، أن "المغرب ملتزم بتقاسم خبرته الفلاحية مع باقي الدول الفلاحية الأفريقية، وقد أطلق مشاريع فلاحية مشتركة في السنوات الثلاث الأخيرة مع كل من مالي ودول أخرى". المسؤول المغربي أضاف: "هناك مجموعة من المبادرات التي يقودها المغرب على الصعيد القاري الأفريقي، ونتمنى أن تساهم هذه الدورة في إيجاد حلول لتقليص الهوة الفلاحية بين الدول الأفريقية". واعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن المغرب يواصل حرصه الأكيد على مواصلة توجهه نحو أفريقيا وصوب إخوانه في هذه القارة من أجل الاستمرار في العمل والتعاون المشترك لبناء مستقبل أفضل للقارة السمراء، مشيرا إلى أن التركيز على التنمية البشرية مسألة لا محيد عنها في بناء هذا المستقبل، في ظل تحديات الأمن الغذائي الذي تمر منه العديد من دول القارة. مزوار قال: "إذا لم نتمكن من بناء شراكة تضامنية بين دول الجنوب، فإن القارة ستظل تعاني من عدم التوازن الذي يشكل مصدرا لليأس والإحباط"، مضيفا: "هناك مجموعة من التحديات التي يتوجب على الدول الأفريقية رفعها معا في إطار من الوعي والمسؤولية". بدوره مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، قال إن كبريات المجموعات العالمية تزايد اهتمامها بالقارة الأفريقية، في ظل التحولات الهيكلية التي يعيشها الاقتصاد الصيني الذي أصبح يتقوى أكثر فأكثر مع ما واكب ذلك من ارتفاع للحد الأدنى للأجور من 100 دولار قبل 5 سنوات إلى 600 دولار حاليا، وهو ما يدفع إلى انتقال 75 مليون فرصة عمل نحو مناطق أخرى من العالم من ضمنها القارة الأفريقية. وأوضح المسؤول ذاته، في هذا المنتدى الذي تنظمه مجموعة "التجاري وفا بنك" بشراكة مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات، أن مستقبل القارة رهين بالتركيز على التعاون بين دولها في شتى المجالات الزراعية والصناعية والخدماتية، مضيفا أن ما حققته القارة الأفريقية لا يعكس الطاقات والإمكانيات الاستثمارية التي تتوفر عليها، معتبرا أن دول أفريقيا مطالبة بالعمل معا من أجل جذب كبار المجموعات الاستثمارية العالمية لضمان تسريع وتيرة نموها الاقتصادي. وقال المتدخلون الأفارقة، في الملتقى الذي يسدل الستار على أشغاله مساء يوم غد الجمعة، إن التركيز يجب أن ينصب على التعاون في المجال الفلاحي من أجل القضاء على المآسي التي تعاني منها أفريقيا في مجال التغذية، مؤكدين أن الدول الأفريقية بحاجة إلى شراكة حقيقية بين القطاعين العمومي والخاص من أجل الرفع من مستوى أداء القطاعات الاقتصادية.