على غرار ما حدث في عدد من مدن المملكة، تدخلت القوات العمومية لفض اعتصام الأساتذة المتدربين المنتمين للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمدينة سطات، في حدود منتصف ليلة الإثنين - الثلاثاء، حيث تم حجز أمتعة "أساتذة الغد" ولافتاتهم التي تطالب بإنصافهم. ونُقل أستاذان متدربان بواسطة سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية، إلى مستعجلات المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، حيث خضعا للفحوصات الطبية بواسطة الأشعة، بعد إصابة أحدهما على مستوى الظهر، فيما أصيب الثاني على مستوى كاحل رجله اليسرى. وعرف فض الاعتصام توقيف 5 أساتذة متدربين من طرف قوات الأمن واقتيادهم إلى مركز الديمومة للاستماع إليهم، وأخذ المتعين في حقهم، وجاء التدخل الأمني بعد سلسلة من الحوارات والتنبيهات التي وجهتها القوات العمومية للمحتجين منذ بداية الاعتصام زوال أمس الاثنين. وكان "أساتذة الغد" بسطات قد هاجموا، من خلال شعارات رددوها خلال اعتصامهم في الساحة المجاورة لمسجد المسيرة بحي الأحباس، سياسة حكومة بنكيران في عدة قطاعات خصوصا التربية والتعليم، معتبرين المرسومين ضربا للمدرسة العمومية، وخدمة لمصلحة التعليم الخصوصي، وإقبارا للوظيفة". ومثل ما جرى في سطات، كانت القوات العمومية قد نفذت تدخّلا أمنيا ضد الأساتذة المتدربين المعتصمين أمام المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، بعد منتصف ليلة أمس الاثنين، ما أسفر عن إصابة عدد من المحتجين الذين نُقلوا، على وجه السرعة، إلى قسم المستعجلات لتلقي الإسعافات الأولية. وتحدث أساتذة متدربون حضروا لحظة فض الاعتصام عن "مشهد رهيب"، نتيجة ما وصفوه بالقوة المفرطة التي لجأت إليها القوات العمومية لفض الاعتصام، ولجوئها إلى مصادرة الهواتف لمنع المعنفين من توثيق المشاهد المؤلمة، حيث اضطر المحتجون إلى ولوج المركز والاحتماء بداخله. وأما في الرباط، فقد تجّمعَ عدد من "أساتذة الغد" في ساحة باب الأحد، وأحاطوا جزءً من الساحة بحبلٍ علقوا عليه لافتة مكتوب عليها "نداء مستمر حتى إلغاء المرسومين"، وشرعوا في بسْط أفرشتهم، وما كادَ شملهم يلتئم حتّى قَدمَ عشرات عناصر الأمن ، وحالوا دونَ إتمام مبيت "أساتذة الغد" في العراء. ويأتي الشكل الاحتجاجي الجديد للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين، المُقاطعين للدراسة منذ أزيد من أربعة شهور، في وقتٍ وصلَ فيه الحوارُ مع الحكومة إلى الباب المسدود، بعدَ فشل الحوار الذي جمعَ ممثلين عن التنسيقية الوطنية معَ والي جهة الرباط، الذي "فاوضَهم" باسم الحكومة، دونَ أن يسفر ذلك عنْ أيّ نتيجة.