أجرت القوات العمومية، بعد منتصف ليلة الاثنين، تدخّلا أمنيا ضد الأساتذة المتدربين المعتصمين أمام المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، ما أسفر عن إصابة عدد من المحتجين الذين نُقلوا، على وجه السرعة، إلى قسم المستعجلات لتلقي الإسعافات الأولية. وأفاد محمود أيت الحاج، أحد المعتصمين المعنّفين، أن القوات العمومية بالزي الرسمي كانت مساندة بعدد من الأشخاص بزيّ مدني يحملون أسلحة بيضاء على شكل سيوف، وتدخلوا ضد الأساتذة المتدربين بطريقة هي الأعنف من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات بالجديدة. وأكّد محمود، في تصريحه لهسبريس، على أن مشهدا رهيبا سُجّل هذه الليلة، نتيجة القوة المفرطة التي لجأت إليها القوات العمومية لفض الاعتصام، ولجوئها إلى مصادرة الهواتف لمنع المعنفين من توثيق المشاهد المؤلمة، حيث اضطر المحتجون إلى ولوج المركز والاحتماء بداخله. وفي الوقت الذي ضربت القوات العمومية طوقا أمنيا لمحاصرة المحتجين داخل المركز، أكّد محمود أيت الحاج على أن "هذا الوضع لن يزيدنا إلا إصرارا على مواصلة برنامجنا النضالي المسطر من طرف التنسيقية الوطنية، ولن يزيدنا إلاّ صمودا ضد حكومة العنف". ومن جهته، شدّد مصطفى آيت حمو، بصفته أستاذا متدربا بالمركز الجهوي لمهن التربية التكوين بالجديدة، على أن "عدد المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفى لا يمكن تحديده في الوقت الراهن، غير أن المحالين على قسم المستعجلات يؤكّدون، في اتصالاتهم الهاتفية، على أنهم لم يتلقوا الإسعافات الأولية لأسباب مجهولة"، حسب آيت حمو. المتحدث ذاته أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن "هذا التدخل العنيف كان متوقعا منذ بداية الاعتصام، حيث جرى استقدام عدد كبير من السيارات الأمنية التي رابطت في محيط المركز، قبل أن يعرف المكان إنزالا كبيرا للعناصر الأمنية الذين فاقت أعدادهم عدد الأساتذة المعتصمين". واستنكر آيت حمو استعانة القوات العمومية بمن وصفهم ب "البلطجية المدججين بالأسلحة البيضاء، والهستيرية التي بدت على وجوه العناصر الأمنية، حيث وصلوا، في لحظة من اللحظات، إلى درجة التخلي عن العصي والقبعات، والتفرغ لضرب ورفس الأساتذة المتدربين والتنكيل بهم، بكل ما أوتوا من قوة".