بدأ رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، التسخينات للانتخابات التشريعية المقبلة مبكرا، وذلك بتجديد الدعوة إلى حل حزب الأصالة والمعاصرة، وخصوصا بعد انتخاب أمينه العام الجديد إلياس العماري قبل بضعة أسابيع. وقال بنكيران، أمس الأحد، في الملتقى الوطني لتقييم انتخابات 2015، الذي نظمته اللجنة المركزية للانتخابات لحزب العدالة والتنمية، موجها كلامه لقيادة حزب "الجرار"؛ "هزمناكم في الانتخابات الأخيرة هزيمة نكراء"، مضيفا "كان من المفروض أن تعلنوا حل حزبكم، لأنه سترافقه لعنة التأسيس". الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة رد، في تصريح لهسبريس، على دعوة رئيس الحكومة بالقول: "رغم أني لم أقرأ ما قاله بنكيران، لكن أدعو الله لرئيس الحكومة أن يوفقه في كل شيء حتى فيما يقوله، وفي أي شيء فيه مصلحة وخير البلاد". وخصص رئيس الحكومة الجزء الأكبر من كلمته، التي ألقاها خلال اللقاء الذي يدخل ضمن أولى استعدادات حزبه للانتخابات التشريعية، للرد على الأمين العام لحزب "البام"، إلياس العماري، الذي أعلن، في وقت سابق، أنه جاء لمحاربة الإسلاميين. وفي الوقت الذي كشف فيه بنكيران، أنه لم تكن له نية للرد على العماري بعد انتخابه أمينا عاما "للبام"، "لأنه يمكن أن يعلن توبته ويراجع منهجه، لكنه رفض وقال إنه جاء لمحاربة الإسلاميين"، مبرزا أن هذا الأمر زاد عندما اعتدى على مستشاري الحزب في عمودية الرباط. بنكيران خاطب العماري بالقول: "هل تريد أن تبدأ التصفيات الجسدية..ڭولها لينا"، مضيفا أن "من يراك، يخرج بانطباع أن أبعد ما يمكن أن يتصوره هو أن تكون زعيم حزب، بل أقرب إلى شيء آخر (...) أنتم طماعة، ولا تفرطون في المناصب إلا ما أرغمت عليه من طرف الشعب، ولن تقوموا بالإصلاح". إعلان العماري أن حزبه جاء "ليساهم في مواجهة الإسلاميين، دفاعا عن المسلمين، لأن المغرب بلد مسلم"، رد عليه بنكيران بالقول: "ما هو الإسلام الذي تريد أن تدافع عليه، لأنه على حد علمي فالذي يدافع عن الإسلام هو أمير المؤمنين، وهو حامي حمى الملة والدين، وإذا أردت أن تقوم بهذا الدور أخبرنا". وأضاف بنكيران: "أعدك وعدا صادقا أمام الناس إن خرجت وقلت لنا الإسلام الصحيح، أن نتبعك"، ليؤكد، في لهجة تهكمية، "ما حشمتيش؟، باغي دير دولة علمانية في المغرب، ولم تعرف مآلات الأنظمة التي اختارت العلمانية في تونس وسوريا". من جهة ثانية، تحدى بنكيران العماري "بالكشف عن الأموال التي يتوفر عليها، ومن أين حصل على 6 ملايير درهم ليؤسس مشروعا إعلاميا"، مطالبا إياه بالوضوح مع المغاربة في ما يخص الحصول على المرتبة الأولى في انتخابات الجماعات القروية" وفق تعبيره.