في أول خروج إعلامي له بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الأحد، تعمد إلياس العماري توضيح العديد من المحددات التي ستسم عمل حزب "الجرار" في المستقبل، وعلاقاته مع الفرقاء السياسيين، وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. وقال العماري، في ندوة صحافية عقدها مباشرة بعد انتخابه في مدينة بوزنيقة، بخصوص التحالفات المستقبلية: "لكي أصحح الكثير مما يقال في الصحافة، فإن "البام" لم يقل عن أي حزب إنه خط أحمر أو أبيض"، معلنا أن حزبه جاء "ليساهم في مواجهة الإسلاميين، دفاعا عن المسلمين". وأضاف العماري في هذا الصدد: "المغرب بلد مسلم، ونحن ندافع عن الدين، وليس الفكر الديني، وسبق لنا أن حذرنا من خوصصة المشترك، وأكدنا أن عدم الفصل بين السياسة والدين سيؤدي إلى أمور سيئة". الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، أفاد وهو يوضح العلاقة التي ستجمعه مع الحزب الذي يتزعمه عبد الإله بنكيران، "ليس لدينا مع حزب العدالة والتنمية أي مشكل، لكن خلطه الدين بالسياسة أمر سيّء". العماري أشالا في الندوة الصحافية ذاتها إلى إن حزب الأصالة والمعاصرة "ليس له مشكل مع أي حزب كيفما كان"، مؤكدا أن "الوطن واحد، يجمعنا جميعا، ومصلحته هي العليا، ويجب أن نحتكم إلى القوانين التي تجمعنا كخصوم سياسيين". وحول علاقته ببنكيران، قال العماري: "قطعت على نفسي وعدا كأمين عام للأصالة والمعاصرة ألا أتحدث مع رئيس الحكومة إلا بالمستوى الذي يليق بمؤسسة رئيس حكومة المغاربة"، مضيفا: "لن أرد عليه إلا بأسلوب فيه احترام كبير للمؤسسة التي أتشرف برئاستها". "نحن لا نهاجم الأشخاص، وحتى في مراحل الاختلاف الذي قد يصل بعض الأحيان إلى نفي الآخر"، يقول العماري، الذي أكد أن حزبه الذي يشتغل في المعارضة، "ليس هدفه الهيمنة"، مضيفا بخصوص مستقبل الحزب: "سنحتل الموقع الذي نستحقه بمعية الشركاء الذين نتقاسم معهم حب الوطن". العماري، وهو يجيب على أسئلة الصحافيين، اعتبر أن "الانتخابات ليست هاجسا وحيدا للحزب، بل هي من بين القضايا المطروحة على البلاد، من قبيل إصلاح التعليم الذي يهم البلد، والبطالة"، مضيفا: "حزبنا بهوية، والهوية ليست هي المواقف السياسية، وليست ردود الأفعال". وعن هوية الحزب، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة: "في ظل التصنيفات العالمية يمكن أن نقول إننا وسط اليسار، أي الخيار الثالث، وهو إبداع تجارب بشرية"، معلنا في هذا الصدد: "حاولنا ما أمكن على المستوى الفكري أن نأخذ من الفكر الاشتراكي الجوهر الاجتماعي، وقلنا إن الدولة يجب أن تكون محتكرة للخدمات الاجتماعية، وأخذنا في ما يتعلق بالليبرالية جوهر الديمقراطية التشاركية المبنية على الانتخابات". وأضاف المتحدث بالقول "إن مرور الانتخابات بطريقة جيدة يعد احتراما لذكاء المغاربة، وإذا لم يتم ذلك سأقدم استقالتي"، موضحا بخصوص النتائج التي يتوقع الحصول عليها: "لست "شوافة"، وإذا قلت لكم إن الأصالة والمعاصرة سيكون الأول أو الأخير سأكون كاذبا". وقال العماري إن كل حزب تهمه النتيجة الانتخابية، وحزب الأصالة والمعاصرة تهمه نتيجة الاستحقاقات المقبلة أيضا، مؤكدا "أننا سنشتغل على أساس احتلال الموقع الذي نستحقه، وسنشارك مع الشركاء الذين نتقاطع معهم فكريا من أجل المساهمة في بناء وتطوير هذا البلد". وأبرز، في هذا الصدد، أن التحديات المطروحة على الحزب، لا ترتبط فقط بالانتخابات التشريعية المقبلة، بل أيضا بالقضايا الاجتماعية كالتعليم والبطالة، كقضايا مشتركة بين كل التعبيرات، مضيفا أن هناك تحديات اقتصادية، وسياسية وأمنية، تشكل أهم التحديات التي يواجهها المغرب".