مائة حول ونيف عمرت ولم تسأم الحياة تفيض نبضا رغم الشيب رغم الحاجة رغم النسيان أطللت علينا ذات سنة ذات يوم من وراء الجبل من نافذة الشاشة تلتحف برنوسا أسود وتلبس تجاعيد على الوجه خطتها يد الدهر وبرد لقباب وبساطة العيش تطلق العنان لإيقاع الرقصة الخالدة حمام تغرد حتى الغثيان ترتسم الرقصة والإيقاع في الفضاء على هوى يديك تهيج وتنتفض وتثور تزهد في صرامة دقات الدف المتتالية تصير ريشة طائرة وأنت تطوف متصوفا يبتغي الحلول محبا متيما ينتظر العيون حالما ينسى الزمن والوجود ترقص لليل للهوى للنجوم والحسن في أعالي الجبال. مائة حول ونيف عمرت ولم تكل حب الحياة سنون وسنون دهر كله زمن رخوه ومستقيمه عشت عاشقا للحن، للكلمات للرقصة الخالدة لخفة اليدين للحنين إلى زمن ولى حين تكتمل الدوائر ذكر وأنثى وتنطلق الحناجر وتردد الجبال مجازات الهوى المبرح والغرام المفعم بشذرات الوجد ومعارك القلب المتيم ونظرات العيون ذاكرة موشومة على قمم الأطلس عشقت الحاضر والذكرى نبشت في الوشم لتعيد أمجاد الرقص والهوى على نغمات تتبدد وتتجدد كلما هبت الريح على وديان القرى الجاثمة فوق الصخور الخالدة. مائة حول ونيف عمرت ولم تسأم الرقص نسيت أن تشيخ لأن قلبك ينبض بالحياة وروحك تعيش على إيقاع يديك مايسترو أنت لم تمت لأنك خالد في شهامة حركاتك لأنك عالق في الأذهان كفارس أطل ذات يوم من الجبل وركب غمار المجد عبر الكلمات والحركات والرقصات والزهد في الحياة؛ لن أودعك لأنك لم ترحل لأنك رمز ووشم في الذاكرة لأنك أيقونة الأجيال لأنك مفخرةالأطلس الخالدة مائة حول ونيف عمرت ولم تسأم عشق الحياة...