دخل أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي، على الخط في ما يتعلق بموضوع تغيير مناهج التربية الدينية بالمدارس المغربية، مؤكدا أن المواد الشرعية، وخاصة المادة الفقهية، ليست سبب الإرهاب ومصدر الإرهابيين، بل إن هؤلاء "يأتون من القهر والبؤس واليأس، ومن التطرف اللاديني، ومن سحق القيم والأخلاق وإبطال مفعولها". وروى الريسوني، في مقال نشرته بوابة حركة التوحيد والإصلاح على النت، حادثة تعود لعام 2003، حينما كان حاضرا في مجلس يضم مجموعة من أساتذة الدراسات الإسلامية، قائلا: "كان محدثُنا، وهو عالم فقيه رسمي أو شبه رسمي معروف جدا، يؤكد لنا أن المواد الشرعية، وخاصة المادة الفقهية، هي سبب الإرهاب ومصدر الإرهابيين، فلما أطال وأثقل علينا بتكرار هذا المعنى ومحاولة إقناعنا به وبما يجب أن نفعله، قلت له: يا أستاذ هل سمعتَ عن إرهابي واحد تخرج من الأزهر، أو من القرويين، أو من شُعب الدراسات الإسلامية، أو من دار الحديث الحسنية؟ أليس هؤلاء هم وأساتذتهم يقضون أعمارهم كلها مع الفقه والفقهاء؟ لماذا لم يصبحوا كلهم إرهابيين؟" مؤكدا أن "الإرهابيين يأتون من الفيزياء والكيمياء والهندسة، وأكثر من هذا وقبله يأتون من القهر والبؤس واليأس، ومن التطرف اللاديني، ومن سحق القيم والأخلاق وإبطال مفعولها..." حسب تعبيره. وقال نائب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ردا على الداعين إلى اتباع النموذج التونسي، على غرار ما قام به محمد الشرفي في عهد زين العابدين بنعلي: "لماذا الأجيال التي تخرجت من المشروع السياسي والثقافي والتعليمي للشُّرفي، وتشَرَّبته من الروض إلى الجامعة، هي الأكثر إقبالا على "داعش"، والأشد تطرفا وهمجية، سواء في العراق أو سوريا، أو في تونس نفسها؟ لماذا تونس هي الأكثر إنتاجا للشباب العربي الداعشي؟". وزاد الريسوني قائلا: "لماذا الشباب الذين ولدوا وتربَّوا وتعلموا في المجتمعات الأوروبية ومدارسها، وتقلبوا في حاضنات الحرية والخمر والجنس والمخدرات، لماذا يصبحون فجأة "داعشيين" وقاعديين؟ هل تعرضوا هم أيضا لألف ساعة من التربية الإسلامية المغربية؟ أم أنهم أصبحوا جهاديين إرهابيين في سبعة أيام بدون معلم؟"، على حد قوله.