قررت مقاولة "كوب"، الموزع الرئيسي للمواد الفلاحية داخل الأسواق السويسرية، وقف استيراد المنتجات القادمة من المناطق الجنوبية للمملكة، اعتبارا من العام المقبل 2017؛ ويتعلق الأمر بالأساس بالطماطم والبطيخ. وعزت الشركة السويسرية قرارها إلى كون "المغرب يحتل هذه المناطق المثيرة للجدل سياسيا منذ أزيد من 40 عاما، ويستغل مواردها الطبيعية"، وأن "المغرب بهذا الاستغلال للموارد الطبيعية لا يرعى مصالح السكان الأصليين، أي الصحراويين، وهو أمر مخالف للقانون الدولي". واعتبرت المقاولة السويسرية، في بيان احتفلت به منابر الجبهة الانفصالية، أن هذه الخطوة تندرج ضمن موقف المجلس الاتحادي السويسري، إذ أن المياه المستخدمة في ري محاصيل الفاكهة والخضار هي من الآبار، وهي موارد غير متجددة في منطقة صحراوية". وتابع موزع المنتجات الفلاحية "كوب" أنه "أدرك اليوم هذه الخطورة، وعليه فإنه لن يقوم بتوزيع الطماطم أو البطيخ القادمين من أراضي الصحراء ابتداء من 2017". ورحبت بالقرار ما تسمى "منظمة أرض الرجال السويسريين واللجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي"، التي رأت أنه "يتماشى وما تقتضيه بنود القانون الدولي في هذا الشأن، خاصة أن الاتحاد الأوروبي لا يتأكد من صحة مصادر البضاعة". وحسب بيان "Coop"، فإن "العديد من المنتجات الزراعية من الفواكه والخضر تحمل علامات تجارية مغربية، وهي في الواقع قادمة من الصحراء الغربية"، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه جمعيات سويسرية، تعنى بالدفاع عن مواقف "جبهة البوليساريو" الانفصالية. وطالبت هذه المنظمات السويسرية الحقوقية ب"التوقف فورا عن استيراد الفواكه والخضروات الآتية من الصحراء"، داعية إلى "التحقق أولا من مصدر المنتجات"، وفق تعبيرها. ويأتي قرار المقاولة السويسرية في خضم تأكيد الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أنه "لا وجود لبند في القانون الدولي يمنع الاتحاد من المصادقة على اتفاقيات تجارية أو غيرها مع المغرب، وحتى تلك التي من شأنها أن تؤثر على منطقة الصحراء".