في كينيا، تندد شركات سيارات الأجرة بالمنافسة غير المشروعة للشركة الأمريكية العاملة في مجال تأجير السيارات عبر تطبيقات "أوبير"، والتي تعمل على تطوير قطاع سيارات الأجرة بالعاصمة الكينية نيروبي. وأثارت "أوبر"، التي تعمل بالعاصمة نيروبي منذ يناير 2015، موجة من الانتقادات من طرف سائقي سيارات الأجرة، في وقت أصبحت فيه أكثر شعبية لدى طبقة واسعة من سكان العاصمة الكينية. ويدعي سائقو سيارات الأجرة أن "أوبير"، التي سرعان ما استقطبت زبناءها سواء من المغتربين أو الطبقة المتوسطة الكينية، وضعت نحو 15 ألف سائق سيارة أجرة تقليدي "خارج اللعبة"، لأن سائقي الشركة يقومون برحلات متعددة في ظل وفرة العرض والأسعار التنافسية. وهدد السائقون، الذين خاضوا إضرابا إنذاريا لمدة سبعة أيام لمطالبة الحكومة بإنهاء خدمة "أوبر"، بشل حركة قطاع النقل بالعاصمة الكينية، وهو المتعثر أصلا في ظل الأوضاع الحالية. بالنسبة للزبائن، تشكل خدمة "أوبر" ثورة تكنولوجية .. حيث تمكّن نقرة واحدة على الهاتف الذكي من البحث عن السائق الأقرب، كما يمكن أن تتم متابعة مسار سيارة الأجرة حتى لحظة قدومها، دون أن يكلف ذلك عناء الخروج إلى الشارع والانتظار تحت الأمطار، أو في ظل مضايقات بعض السائقين الذين يطلبون أثمانا مرتفعة للسياح مقارنة مع الزبناء المحليين. من جهتهم، يتلقى سائقو "أوبر" اتصالات متزايدة، ويحققون مكاسب مالية مهمة، وهذا دفع ممثلي الجمعية الرئيسية لسائقي سيارات الأجرة بكينيا، وهي اتحاد منظمة سيارات الأجرة الكينية، إلى التهديد بتنظيم مظاهرة حاشدة إذا لم تستجب الحكومة لمطلبهم المتمثل في وقف خدمة أوبر"، منددين بما وصفوه ب"المنافسة غير المشروعة"، الشيء الذي أثار قلق أرباب شركات سيارات الأجرة، الذين يخشون من تهاوي قطاع النقل. ويتبادل الطرفان اتهامات بعدم احترام القوانين المعمول بها، حيث ترى الشركة الأمريكية أن الخطوة التي أقدم عليها سائقو سيارات الأجرة بنيروبي تشكل "رفضا للتكيف مع العصرنة". وفي ظل الضغوطات الحالية، يرفض أغلب سائقي "أوبير" الإدلاء بآرائهم حول الموضوع بوجه مكشوف، مخافة التعرض لمضايقات وتهديدات من طرف سائقي سيارات الأجرة. وأوردت وسائل إعلام محلية، في هذا الإطار، أن سائقي الشركة تقدموا بشكاوى لدى الشرطة التي تحقق في الموضوع. ومن ناحية أخرى، فند ممثلو اتحاد منظمة سيارات الأجرة الكينية هذه المزاعم، مشيرين إلى أن السائقين لا يمكنهم الانخراط في مثل هذه الممارسات. لم تحدد الحكومة الكينية، بعد، إطارا للعمل وتوعية السائقين، ولكن في محاولة لتهدئة الأوضاع أمر وزير الداخلية الكيني أمين عام مجلس الوزراء بعقد اجتماع بين سائقي الأجرة وممثلي "أوبير"، لحل الأزمة بين الطرفين قبل تصاعد الخلاف. * و.م.ع