أثار إعلان سلطات بغداد تنفيذها حكم الإعدام في حق مُدان أجنبي الجنسية بتهم إرهابية، في سجن الناصرية المركزي، مخاوف جديدة لدى نشطاء وأفراد عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق، الذين حملوا الدولة المغربية مصير قرابة سبعة معتقلين، متخوفين من إعادة سيناريو إعدام المغربي بدر عاشوري شنقا عام 2011. وكان وزير العدل العراقي، حيدر الزاملي، أعلن أمس الأربعاء تنفيذ حكم الإعدام في حق مدان بتهم إرهابية، دون أن يكشف عن جنسيته الأجنبية، موردا أنه "أعتى الإرهابيين الأجانب"، ومدان بتنفيذ "عدة جرائم إرهابية في العراق، وتمويل وتجنيد العديد من الإرهابيين الأجانب والعراقيين"، فيما كان محكوما عليه بالإعدام منذ 2013. هسبريس اتصلت بعبد العزيز البقالي، رئيس المكتب التنفيذي لتنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة بالعراق، الذي لم يتأكد لديه "هل الشخص الذي تم إعدامه مغربي أم لا"، مشيرا إلى أن "الأخبار انقطعت عن المعتقلين المغاربة منذ سنتين، لأن الصليب الأحر الدولي الذي كان يتوسط في إيصال الرسائل بين العائلات والمعتقلين تراجع بضغوط من السلطات العراقية"، مضيفا: "صرنا إلى حد الآن لا نعلم مصير المغاربة في السجون هناك". وتأسف البقالي لكون السلطات المغربية "مستمرة في تجاهل مواطنيها المعتقلين في العراق"، متسائلا: "هل هم مواطنون من الدرجة الثانية ولا قيمة لهم؟"؛ فيما أكد أن التنسيقية ظلت طيلة السنوات الأخيرة تراسل الحكومة والسلطات من أجل التدخل لدى السلطات العراقية "لترحيل المعتقلين في العراق لإكمال محكوميتهم هنا في المغرب.. لكن ظل التجاهل سيد الموقف". وكشف البقالي أن عدد المغاربة المعتقلين في السجون العراقية هو خمسة أو ستة معتقلين، مشيرا إلى أن البقية عادوا إلى بلدانهم الأجنبية التي يحملون جنسيتها بعد استكمال محكوميتهم، ومضيفا: "هناك من هو محكوم بالمؤبد، وهناك من محكوم ب20 سنة، وهناك من انتهت محكموتيه عام 2010 وتم إيداعه السجن دون أي محاكمة إلى حدود الساعة". ولم يخف المتحدث باسم عائلات المعتقلين المغاربة في العراق تخوفه من تكرار حالة المعتقل المغربي بدر عاشوري، الذي نفذ فيه حكم الإعدام شنقا عام 2011، قائلا: "نفذ الإعدام في حقه شنقا دون إخبار عائلته، ولا حتى وزير الخارجية المغربي، ونحن الآن نخاف أن يأتينا خبر إعدام أحد أبنائنا دون سابق علمنا"، فيما عاتب الدولة قائلا: "عار على المسؤولين أن يتركوا أبناء الوطن دون كرامة في سجون طائفية.. وهذا التجاهل سينبت الكره عوض الحب لدى العائلات تجاه هذا الوطن"، وفق تعبيره. ويقول أفراد عائلات المعتقلين المغاربة في سجون العراق إنهم متوجسون من أحكام الإعدام "المفاجأة والعشوائية" التي تعلن عنها السلطات العراقية، في وقت سبق لرئاسة الجمهورية العراقية أن كشفت، شهر يوليوز الماضي، أن أزيد من 600 حكم بالإعدام أصدرتها المحاكم بين عامي 2006 و2014 تنتظر التنفيذ؛ قبل أن يتم تنفيذ تلك الأحكام في حق 21 مُداناً في غشت المنصرم.