يواصل المغرب استقطاب الشركات العالمية المصنعة للطائرات، وآخرها شركة "Hexcel" العالمية المتخصصة في تصنيع أجزاء الطائرات، التي أعلنت صباح اليوم بمقر وزارة الصناعة والتجارة إحداث مصنع لها يمتد على مساحة 11 ألف متر مربع بمدينة الدارالبيضاء. وقام وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بالتوقيع على اتفاق إحداث المصنع مع تيري ميرلو، نائب مدير شركة "Hexcel" لمنطقة أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وكشف الوزير أن قيمة هذا الاستثمار تبلغ 200 مليون درهم، على أن يكون جاهزا للإنتاج في منتصف العام المقبل، مردفا بأنه سيوفر 200 منصب شغل إلى غاية العام 2020. الوزير تحدث أيضا عن أن المشروع سيتم بناؤه في المنطقة الحرة لمدينة الدارالبيضاء، وتحديدا قرب مطار محمد الخامس، موضحا أنه تم اختيار هذا الموقع لكونه قريبا من شركاء شركة "Hexcel"، ويتعلق الأمر بكل من "سافران"، و"إيرباص"، و"بومبارديي". وقال نائب مدير الشركة العالمية إن سبب اختيار المغرب من أجل تشييد المصنع يرجع أولا إلى "القرب من شركائنا الذين استقروا بالمملكة، وخصوصا في المنطقة الحرة لمطار محمد الخامس، بالإضافة إلى توفر اليد العاملة المؤهلة بواسطة معهد مهن الطيران، الذي يعتبر من العوامل الحاسمة التي أقنعتنا بالتوجه إلى المغرب". من جهته أبدى مولاي حفيظ العلمي رضاه عن تواجد "أحد أهم الفاعلين الأمريكيين في صناعة الطائرات بالمغرب"، مواصلا بأن "وصول الفاعل العالمي للمملكة يعكس مرة أخرى الثقة في الوجهة المغربية التي تستقطب كبريات الشركات العالمية، والتي تفرض نفسها أكثر فأكثر كقاعدة صناعية تنافسية للطيران". وأردف العلمي بأن مشروع الشركة الأمريكيةبالدارالبيضاء "يعتبر فرصة سانحة لقطاع الطيران من أجل الرفع من الإنتاج، والرفع من تأهيل اليد العالمية المغربية في مجال صناعة الطائرات". وأكد ممثل الشركة الأمريكية أن المصنع الجديد في الدارالبيضاء جاء في إطار برنامجها الاستثماري الهادف إلى تنويع وتأمين حضورها على الصعيد العالمي، مضيفا أن مصنع الدارالبيضاء سيتخصص في إنتاج معدات خاصة بهياكل ومقصورات الطائرات، وشفرات المروحيات، معبرا عن أمله في "أن يكون المصنع الجديد مفتاحا للفوز بصفقات جديدة في مجال الطيران". ويأتي إطلاق المصنع الجديد بعد أشهر من إطلاق المنظومة الصناعية الخاصة بصناعة الطائرات في المغرب، التي ستمكن من خلق 23 ألف منصب شغل في أفق سنة 2020، مضاعفة عدد العاملين حاليا في صناعة الطيران بثلاث مرات، بالإضافة إلى مضاعفة رقم المعاملات الخاص بتصدير منتجات المجال الصناعي ذاته إلى حوالي 16 مليار درهم. كما توقع الوزير أن تساهم المنظومة الصناعية الحالية في استقطاب 100 فاعل جديد في صناعة الطائرات. وتمكن قطاع صناعة الطائرات من تحقيق رقم معاملات يبلغ مليار دولار، مشكلا حوالي 4.5 في المائة من صادرات المغرب، مقابل 1 في المائة التي كان يمثلها قبل عشر سنوات؛ كما أصبح يضم أزيد من 100 مقاولة متخصصة.